شاب من غزة يجسد قضاياه برمال الشاطئ

فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس:

أدوات بسيطة يستعين بها هذا الشاب الذي يتخذ من رمال شاطئ بحر غزة وهو المتنفس الوحيد لأهالي القطاع المحاصر، للنقش وكتابة العديد من الكلمات العبارة والرمزية التي تعبر عن قضايا مجتمعه ووطنه المغلوب على أمره، إلى جانب صنع مجسمات جميلة على تلك الرمال.

يقول الشاب بلال شحادة (27 عاماً) وهو من سكان حيّ الزيتون شرق مدينة غزة، إن” تلك الموهبة بدأت منذ نعومة أظافري في سن صغير، حيث كنت أبلغ من العمر آنذاك عشر سنوات، لكن بداية تبلور الموهبةوتطويرها كانت قبل عامين”.

ويردف الشاب شحادة، قائلاً: “كنت لا أضيع فرصة للنقش والحفر على الرمال، حتى لو نقلت حبة الرمل إلى المنزل حتى أمارس تلك الموهبة، وفي بداية الأمر كنت أقتصر على رسم المجسمات، ثم بعد ذلك بسنوات ليست بالكثيرة بدأت بحفر الكلمات والعبارات على تلك الرمال”.

يرسم شحادة على رمال البحر مجسمات جميلة كحيوان التمساح والطاولة والكنب ورأس القلب وغيرها من الأشكال التي يحاول الشاب رسمها ونقشها مستعيناً ببخاخ رش الألوان وأدوات الدهان لإعطائها ملمساً وشكلاً جمالياً في نهاية صنعها وإعدادها بينما يلف الزوار والناس من حوله.

رغم ضعف تعليمه وتركه المدرسة التي كان يتلقى دروسه فيها بحي الزيتون شرق المدينة منذ الصغر، إلا أنه أبدى تفوقاً على صعيد موهبته في حفر العبارات والكلمات الجميلة على شاطئ البحر، لكن العائق الذي يواجهه هو كثرة الناس على الشاطئ، وعبث الأطفال بتلك المجسمات أثناء رسمها وإعدادها، لذلك يفضل الشاب العشريني الأماكن البعيدة لممارسة هوايته التي يعشقها منذ الصغر.

وبين الشاب العشريني، أنه يمارس هوايته بفترات متقطعة نظراً لانشغاله في أعمال أخرى لإعالة أسرته المكونة من ثلاثة أفراد مع زوجته، لكنه في الغالب يقوم الاتفاق مع الزبون لعمل أي نقش أو عبارة لكتابتها على رمال شاطئ البحر، أما الإقبال يزاد شيئاً فشيئاً، ومن الناس من يعبر عن رأيه في أعماله ومنهم من يكتفي بالتصوير والابتعاد.