أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بياناً توضِّح فيه طبيعة بعض الهجمات التي تعرَّضت لها على مدى السنوات الماضية، بشكل خاص ما تعرَّضت له مؤخراً من حملات منظمة قام بها صحفيون موالون لروسيا يهدفون إلى تبرير ما ترتكبه القوات الروسية وقوات نظام الأسد من جرائم حرب، ويشككون بالتقارير والإحصائيات التي توثِّق تلك الجرائم.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إنها عملت منذ تأسيسها في حزيران/ 2011 على توثيق الانتهاكات التي يتعرَّض لها المواطن والدولة السورية، وعبر سنوات من عمليات التوثيق اليومية تراكم لديها قاعدة بيانات واسعة لأنماط متعددة من الانتهاكات، وأشار البيان إلى أنَّ منهجية العمل الواضحة وإمكانية تزويد المنظمات والمؤسسات الدولية ببيانات رئيسة وأدلة أولية تُشكِّل القاعدة الأساسية التي تُبنى عليها التقارير هي من أكسبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مصداقية عالية لدى المنظمات الدولية وأجهزة الأمم المتحدة، إضافة إلى عقدها شراكات مع عدد من أبرز مراكز تحليل البيانات في العالم، وأخيراً، انتشاراً واسعاً في وسائل الإعلام المحلية والدولية.
وذكرَ البيان ما تعرَّضت له الشبكة السورية لحقوق الإنسان من عمليات تشويه من قبل وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري بشكل خاص في عامي 2011 و2012 ثم من قوات وحدات حماية الشعب الكردية، إضافة إلى التهديدات التي تعرَّضت لها من قبل عناصر تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، وأضاف البيان أنَّ الموقع الإلكتروني للشبكة السورية لحقوق الإنسان على الشبكة العنكبوتية قد تعرَّض لهجمات إلكترونية، كما تعرَّض حساب الشبكة على منصة التواصل الاجتماعي “تويتر” لمحاولات اختراق، إضافة إلى هجوم لاذع من وزارة الخارجية الروسية ومن وسائل إعلام موالية لروسيا، ذلك على خلفية إصدار الشبكة ما لا يقل عن 61 تقريراً توثق الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الروسية في سوريا منذ تدخلها في 30/ أيلول/ 2015.
وأشار البيان إلى أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد أصدرت قرابة 18 تقريراً عن انتهاكات قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وعشرات التقارير والأخبار عن انتهاكات قوات المعارضة المسلحة، لكنها لم تتعرض لحملات تشويه وتخوين على غرار ما قام به كل من النظام السوري وروسيا وقوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وتنظيم القاعدة.
وأوضحَ البيان أنَّ تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان الذي صدر مؤخراً والذي كان قد تناول استهداف القوات الجوية الروسية والسورية للمراكز الطبية في شمال غرب سوريا على نحو غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، يبدو أنه قد لعب دوراً أساسياً في الهجمة الإعلامية الروسية التي تتعرَّض لها الشبكة.
ونوَّه البيان إلى التكتيك الذي عادة ما تتَّبعه روسيا في مثل هذه الحملات، عبر نشر تقارير تحتوي كمَّاً سخيفاً من المغالطات والخداع في مواقع صفراء سوداء لا يكاد يعرفها أحد، ثم بالاقتباس منها في مواقع روسية أوسع انتشاراً كموقع روسيا اليوم، ووكالة الأنباء الروسية الرسمية سبوتنيك؛ بهدف تعميم ونشر تلك الأكاذيب على مستوى أكبر.
وأكَّد البيان أنَّ الشبكة السورية لحقوق الإنسان ماضية في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان بحق المواطن السوري بقدر إمكانياتها وقدرة تحملها، وسوف تستمر في فضح وتعرية المجرمين، في ظلِّ المخاطر والتهديدات المتنوعة التي واجهتها ولا تزال تواجهها، واعتبر البيان أنَّ كتابات صحفيين داعمين لإخفاء جرائم النظام السوري وروسيا تُعدُّ أقل خطورة من ملاحقات النظام السوري وتهديدات تنظيم داعش، وفي هذا السياق أكَّد البيان أنَّ ثلاثة من أعضاء الشبكة السورية لحقوق الإنسان لا يزالون حتى الآن مختفين قسرياً لدى النظام السوري.
وأخيراً نوَّه البيان إلى وجود وسائل إعلام ومراكز أبحاث تابعة للنظام السوري وإيران وروسيا تعمل من أجل تبرير الجرائم ضدَّ الإنسانية وجرائم الحرب، وذلك خدمة لهدف أكبر وهو محاولة تغيير سردية الأحداث، بل ومحاولة تغيير أس الصراع في سوريا والذي هو حراك شعبي في مواجهة نظام حكم العائلة الواحدة، التي تسبَّبت في قتل وتدمير المجتمع والدولة السورية في سبيل البقاء في الحكم مدى الحياة، مُشيراً إلى تلقيها دعماً إيرانياً وروسياً لا محدوداً، خوفاً من تحقيق التغيير نحو الديمقراطية وحقوق الإنسان والكرامة والحرية.
عذراً التعليقات مغلقة