ياسر محمد – حرية برس:
فشلت قوات الأسد وحليفها الروسي بتحقيق أي تقدم على محاور المعارك الدائرة في أرياف حماة وإدلب واللاذقية، وخاصة في “كبينة” بريف اللاذقية والتي فشلت باقتحامها مجدداً بعد عشرات المحاولات.
ثبات فصائل الجيش الحر والخسائر المتعاظمة لروسيا وقوات النظام وميليشياتها أخرجت وزير الخارجية الروسي عن طوره، ليهدد بـ”سحق” إدلب، فيما لجأ ما يسمى “مركز المصالحة” الروسي في قاعدة “حميميم” إلى توليف أكاذيب جديدة تفيد باستعداد عشرات آلاف المدنيين للخروج من إدلب باتجاه مناطق سيطرة النظام.
ففي “كبينة” بريف اللاذقية، خسر النظام أكثر من خمسين مقاتلاً بعمليتين عسكريتين نفذتهما “الجبهة الوطنية”، كما خسرت روسيا بعض جنودها على هذا المحور في وقت سابق، واليوم الثلاثاء، قال “الحزب التركستاني” إنه صد هجوماً لقوات الأسد على “كبينة” وكبد المهاجمين خمسة قتلى.
هذه الخسائر مع عجز النظام وروسيا عن التقدم على محاور جبهات حماة وإدلب، دعت وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، للقول، أمس الاثنين، إن بلاده “سترد رداً ساحقاً” على الفصائل المقاتلة بإدلب.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي في موسكو، أمس الإثنين، إن”الإرهابيين ينفذون باستمرار هجمات استفزازية، ويقصفون بالصواريخ والطائرات المسيرة مواقع للجيش السوري (قوات الأسد) في البلدات وقاعدة حميميم الجوية الروسية”.
وأضاف: “بطبيعة الحال لن نترك، لا نحن ولا الجيش السوري (قوات الأسد)، مثل هذه التصرفات دون رد قاس وساحق”.
وبرأ لافروف ساحة تركيا من تزويد المعارضة السورية بأسلحة نوعية، معلقاً بالقول: “لم أشاهد مثل هذه التقارير، فضلا عن أنني لم أرَ أي تأكيد لمصدر هذه الأسلحة، فإدلب مليئة بالأسلحة غربية الصنع”.
كما دعا الوزير الروسي إلى ضرورة “الإسراع في فصل (الإرهابيين) عن المعتدلين في إدلب”، وهو طلب لطالما ألحت روسيا على تركيا في تنفيذه، إلا أنها تتخذ منه ذريعة لقصف الجميع وعلى رأسهم المدنيين.
الكاتب الصحفي محي الدين لاذقاني، علق على كلام لافروف بالقول: “ تشديد لافروف على ضرورة الفصل بأسرع وقت ممكن بين قوات المعارضة والإرهابيين في إدلب، ولغته المستفزة التي تحدث بها أمس تعكس إحباط الروس من خسائرهم في الشمال السوري، فمنذ شهرين تقريباً يشنون أشرس حملة منذ تدمير حلب، ولا يحرزون أي تقدم، ومما زادهم إحباطا فتح الفصائل لجبهة اللاذقية”.
ومن باب الحرب النفسية والفبركات التي ترجو روسيا من خلالها وهن عزيمة الحاضنة الشعبية في إدلب، زعم رئيس ما يسمى “مركز الروسي للمصالحة في سورية”، اللواء فيكتور كوبتشيشين، بأن ما يصل إلى 80 ألف شخص مستعدون للرحيل عن منطقة إدلب.
وقال كوبتشيشين، خلال اجتماع عقدته أمس الاثنين اللجنة الروسية السورية المشتركة لتنظيم عودة اللاجئين السوريين: “من المتوقع أن يكون ما بين 40 إلى 80 ألف نازح مستعدين لمغادرة منطقة خفض التوتر. وتم إعداد العدد الضروري من الأماكن لاستقبالهم في مراكز الإيواء المؤقت في محافظات حماة وحمص ودير الزور”. ولفت كوبتشيشين إلى أنه من أجل ضمان خروج المدنيين من إدلب افتتح منذ 27 آيار (مايو) معبر إضافي هو معبر صوران، الذي تبلغ طاقته الاستيعابية ما يصل إلى ألف شخص و50 مركبة يومياً”. وأوضح أن هذا المعبر لا يشهد أي حركة نزوح حالياً.
ودأبت روسيا ونظام الأسد على سياسة فتح “المعابر” للمدنيين في المناطق التي يشنون هجمات عليها، إلا أنها باءت بفشل ذريع دائماً، فكيف يمكن أن تنجح في منطقة إدلب التي لا يمكن حصارها لجهة أنها مفتوحة على تركيا من جهة، وعلى مناطق سيطرة المعارضة بريف حلب من جهة أخرى؟.
Sorry Comments are closed