هل سمعتم صرخات المدنيين في إدلب أم لم تصل صرخاتهم بعد إليكم؟
هل سمعتم صرخات العالقين تحت ركام منازلهم؟ هل شاهدم النازحين الفارّين من جحيم الموت يفترشون الأرض أم لم تصل صورهم إليكم بعد؟
لا يملك المدنيون هناك إلا خياري البقاء تحت القصف أو النزوح باتجاه الحدود تحت أغصان الزيتون.
ما يجري في إدلب الكبرى من قصفٍ يطال منازل المدنيين – في غالبيته العظمى – يعتبر جريمة أخرى تضاف إلى جرائم الحرب التي ارتكبها الأسد وحلفاؤه خلال ثمانية سنوات، لا ينبغي السكوت عنها، النظام يستشرس في قصفه لتحقيق هدف واحد، وهو إرغام السّكان على موجه نزوح ومعاناة جديدة يعيشها المدنيون.
إن الوضع الإنساني في إدلب وريف حماة سيئ للغاية، خصوصاً مع اشتداد المعارك، وهروب المدنيين من نيران القصف والبراميل المتفجرة وحمم الصواريخ التي تنهال على منازلهم.
لايمكن وصف ما يحدث في ريفي إدلب وحماة إلا بعملية إبادة جماعية للمدنين، تخيلوا معي وليوم واحد ما حدث هناك، أكثر من 100 غارة جوية استهدفت منازل المدنيين والنقاط الطبية والمشافي، أكثر من 120 برميلاً متفجراً استهدفت وبشكل عشوائي الأحياء السكنية والقرى والأرياف.
متطوعو الخوذ البيضاء وثقوا خلال شهرٍ فقط كيف أنه تم استهداف 1800 منزلاً سكنياً، و334 حقلا زراعيا في إدلب، وتم استهداف 24 مرفقاً صحياً، و6 مراكز دفاع مدني و29 مدرسة و5 أسواق، خلفت أكثر من 600 ضحية، ونحو 300 آلف نازح، أوضاعهم صعبة جدا، 200 ألف منهم تحت أشجار الزيتون، ومنهم من هُجّر للمرة الثانية والثالثة. ألقي 2300 برميل متفجر، و10 آلاف صاروخ، وأكثر من 100 صاروخ عنقودي، و صواريخ فراغية.
الحملة الأخيرة التي شنّتها قوات الأسد وحلفائه زادت المعاناة على المدنيين، حيث يعيش أكثر من 3 مليون في هذه المنطقة، وكان هناك موجات نزوح كبيرة من المدنيين جراء المعارك في ريف حماة وإدلب “معظمها في حالة يرثى لها، وخاضت تجربة قاسية حتى وصلت إلى مخيمات مؤقتة بحثاً عن الأمان.
يواصل الأسد وحلفاؤه قصف مناطق خفض التصعيد في إدلب وحماة، مما أدى لنزوح قسري لأكثر من 400 ألف نازح، في ظل صمت دولي رهيب عن الإبادة اليومية في إدلب، سمعنا الكثير من تصريحات القلق إزاء استمرار الهجمات على المدنين في إدلب، ولكن التصريحات والقلق لاتنفع المدنين، ما هم بحاجته هو إيقاف القصف الذي يتعرضون له وبشكل يومي منذ 26 نيسان/ أبريل الماضي، حيث راح ضحيته أكثر من 296 قتيلاً مدنياً غالبيتهم من الأطفال، في ريفي إدلب وحماة، وخلف دماراً واسعاً في الممتلكات.
هذه المرة نحن نناشد الشعوب حول العالم للضغط على حكوماتهم للوقوف مع المدنين الذين يُقتَلون كل يوم وبشتى أنواع الأسلحة، ويتعرضون لإبادة جماعية أمام مرأى المجتمع الدولي.
عذراً التعليقات مغلقة