من الحولة إلى كرم الزيتون وباباعمرو وداريا والتريمسة والبيضا ورأس النبع وليس انتهاء بالخالدية، مجازر طائفية نحتت في ذاكرة الشعب السوري الذي يقف وحيداً في مواجهة قوى الاستبداد والاحتلال.
55 طفلاً و24 امرأة من بين 96 مدنياً مسالماً تم ذبحهم بسكاكين وفؤوس وأدوات حادة، وآخرون تم إعدامهم ميدانياً بالرصاص لتبلغ حصيلة مجزرة الحولة 108 شهداء، كانت أرواحهم شاهدة على مدى إيغال نظام الأسد وعصاباته والمليشيات الطائفية الداعمة له؛ في الإجرام وعدم تورعه عن استغلال النعرات الطائفية وأي وسيلة قذرة من شأنها وأد ثورة السوريين.
تتزامن الذكرى السنوية السابعة لمذبحة الحولة مع مجازر يومية يتعرض لها أبناء الشعب السوري من قبل نظام حكم الأسد وحلفائه روسيا وإيران، والحكومات الصديقة أيضاً التي آثر بعضها الصمت أو عاد للتنسيق مع قتلة السوريين بذريعة ضرورات أمنية ومخابراتية.
في كل يوم وليلة يتساءل السوريون كيف لهذا العالم الذي يدعي التحضر أن يخرس عن جرائم تعيده للقرون الوسطى، كم من المجازر عليهم أن يشهدوا حتى يستفيق هذا الضمير المزعوم، كيف يحاول البعض العودة للوراء وقد أقر بالأمس أن هكذا منظومة إجرامية لا يمكن التعامل معها بصفة دولة، كيف يمكن أن يغفل حقيقة وضع يده بيد صانع الإرهاب وبائعه بحجة التحوط من الإرهابيين.
الحقيقة الوحيدة التي يؤمن بها السوريون أنهم لن ينسوا وجوه قاتليهم، وأن إرادة الشعب ستنتصر لا محالة، أن تحقيق العدالة ومحاسبة المجرمين هو الشرط الأول لإحياء وطنهم وإنقاذ أرواحهم المستباحة.
لا بدّ من التذكير بأن الجرائم التي يرتكبها نظام بشار الأسد وحلفاؤه هي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم، وعلى القانون الدولي أن يأخذ مجراه في محاسبة المجرمين وإنصاف الضحايا.
دمشق 25 أيار 2019
تجمّع ثوّار سوريا
عذراً التعليقات مغلقة