خالد الأصور

يكشف “كيرتس” في كتابه دور بريطانيا والولايات المتحدة وبعض أنظمة الحكم في العالم العربي والإسلامي، في استخدامها الحركات الإسلامية الراديكالية وإذكاء نارها، لتحقيق أغراضها وتنفيذ سياسة “فرّق تسد” بين الإسلاميين من جهة، والحركات السياسية اليسارية والليبرالية من جهة أخرى، واستخدام أجواء الصراع لإجهاض أشواق الشعوب إلى ممارسات ديمقراطية مستقرة.
ويحدث هذا التواطؤ عن طريق اختراق الحركات الراديكالية الإسلامية، وتجنيد أشخاص ذوي تاريخ مع هذه الحركات بإرغامهم على التعاون معهم، بوسائل السيطرة وأسلوب الترهيب والترغيب والعصا والجزرة، أو بواسطة زرع أشخاص يتظاهرون بتبني أفكار هذه الجماعات الراديكالية.
ورغم أن الكتاب صدر قبل تسع سنوات ويرصد ويحلل وقائع سابقة لهذا التاريخ، ويركز على الاختراقات واستخدام بريطانيا وأميركا تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين، إلا أن المدهش أن الاسلاميين لم ينتبهوا إلى هذا، وجرت بعد صدور هذا الكتاب أكبر حركة اختراق واستخدام للإسلاميين، عن طريق التنظيمين نفسهما، “داعش”، الصيغة المعدلة لتنظيم القاعدة، والإخوان المسلمين، ولا سيما بعد تصدرهم المشهد السياسي عقب ثورات الربيع العربي.
واستمراراً لسياسة “فرّق تسد”، تواصلت العمليات السرية والاختراقات البريطانية والأمريكية بمساعدة الأنظمة المحلية، بهدف تعزيز الصورة النمطية السلبية لصورة العربي والمسلم في الذهنية الغربية، بعد أن ساهم الربيع العربي في تحسينها، بإظهار وإبراز الوجه العنيف للحركات الراديكالية الإسلامية المصنوعة أو المُخترقة، وبالتالي نسبة هذا العنف والإرهاب إلى الإسلام.
عذراً التعليقات مغلقة