مهما كانت حالة أي مجتمع، لا بد من وجود أناس لهم قلوب وضمائر حية يهتمون ويشعرون بمعاناة الآخرين، وبالتأكيد بعد سنوات من الحصار والتجويع على كامل التراب السوري، أصبح معظم الناس بحاجة إلى المساعدات والإعانة على مختلف أشكالها، فكان لا بد من وجود المتطوعين رجالا كانوا أو نساء، هدفهم خدمة ومساعدة المحتاجين والفقراء ومد يد العون و المساعدة لهم، وتخفيف المعاناة عن بعض شرائح المجتمع ممن زالت عنهم القدرة على تأمين مقومات الحياة بفعل الظروف القاسية، ومدهم بالأمل عله يجلي أيامهم التي اكتسحها السواد.
منظمة “حرية للأعمال الإنسانية”، إحدى المنظمات العاملة في الأراضي السورية، وتنشط في الداخل السوري من خلال تنفيذ عدة مشاريع خيرية بكافة المحافظات، كالمشاريع التنموية والمشاريع التي تتعلق بتعزيز الطفولة، وكفالات أيتام لأطفال فقدوا أباءهم خلال الثورة، وغيرها من المشاريع التي تخفف عبء الكثيرين، في هذه الحرب التي لا نرى بارقة أمل تخبر بانتهائها حتى اللحظة.
يقول “سليم قباني” وهو المدير التنفيذي للمنظمة :” قمنا بإنشاء هذه المنظمة في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، واضعين نصب أعيننا مساعدة أطفال بلدنا سوريا والناس الفقيرة لتأمين العون والدعم لهم ما أمكن، في ظل ظروف أقل ما توصف بأنها قاسية ومريرة واستثنائية، وانطلاقا من ايماننا بحق الطفل في الحياة، عملنا على تأمين جميع المستلزمات التي يحتاجها الطفل، وتعزيز الثقة لديه من خلال إقامة عدة حفلات ترفيهية تزيل عنه القليل من أثار الحرب التي يعيشها كل يوم، وتوزيع الهدايا والألبسة للأطفال الأيتام وتقديم كفالات شهرية لهم، تعينهم على الحياة التي أصبحت صعبة في كل مدن سوريا بفعل الحصار وارتفاع الأسعار بكل شيء”.
ويضيف المدير التنفيذي للمنظمة سليم قباني: “نتعاون بشكل وثيق مع ناشطي تجمع ثوار سوريا لتنفيذ أنشطة المنظمة في الداخل السوري، ويبذل هؤلاء الناشطون جهوداً كبيرة لإنجاح فعاليات المنظمة واختيار مشاريعها، بحكم أنهم موجودون على الأرض ويعرفون احتياجات المجتمعات المحلية ولا سيما شريحة الأطفال الأكثر تضرراً من الحرب التي يشنها نظام الأسد على المناطق المحررة والشعب السوري عموماً”.
ويجيب قباني على سؤال “حرية برس” عن مصادر تمويل أنشطة المنظمة بالقول: “كل مواردنا وطنية سورية ولا نتلقى أي دعم خارجي من دولة أو منظمة دولية، ويتقصر تمويل فعالياتنا على ناشطين سوريين في الخارج ولا سيما أبناء الجالية السورية في قطر، وأبناء محافظة حمص على وجه الخصوص”.
“حسن الأسمر” مدير فرع منظمة “حرية” في حي الوعر المحاصر في حمص يقول: ” قامت منظمة حرية للأعمال الإنسانية بالتعاون مع “تجمع ثوار سوريا”، بتنظيم حفل خيري أثناء فترة العيد أحتضن نحو مئة عائلة من عوائل الشهداء، كنوع من التكريم لصمودهم وتضحياتهم، وتعزيز الروح الاجتماعية بين الأهالي، والأهم من ذلك إدخال البهجة والسرور على قلب عشرات الأيتام المحاصرين اللذين فقدوا لذة العيد وطقوسه بسبب الحصار الكامل عليهم، وفقدانهم لذويهم في أصعب الأوقات”.
وعن برنامج (أبناء الحرية) لكفالة الأيتام قال “الأسمر”: ” تجاوز عدد الأطفال المكفولين من قبل منظمة حرية في حي الوعر الـ 70 طفلاً، من الأيتام وأبناء المفقودين، حيث يتم دفع مبلغ (50 دولار) لكل طفل، وذلك بالتنسيق مع معظم مكاتب الأيتام في الحي”.
وفي ظل ظروف صعبة للغاية وشح الموارد التي تتمكن منظمة حرية من تأمينها لاستكمال مشاريعها وتوسيعها تبدو الحاجة ملحة للغاية لتضافر جهود المنظمات العاملة في هذا المجال، إذ لا يمكن لمنظمة بمفردها أن تقوم بسد الثغرات الناتجة عن تعاظم حاجة العائلات السورية المنكوبة، ولا يمكن لأحد أن ينكر ما تقدمه الجمعيات والمكاتب الاغاثية من جهود في مد يد العون والمساعدة للتخفيف عن سكان الداخل السوري، إلا أن طول أمد الأزمة وتفاقم حاجات الناس جعل هذه المنظمات تعاني دائما من تعثر مشاريعها بسبب قلة الدعم المقدم لها، ما يجعلها تقف عاجزة في اغلب الأحيان أمام المتطلبات الكبيرة للناس التي فرضتها سنون الحرب وأهوالها.
فيديوهات لبعض أنشطة منظمة حرية للأعمال الإنسانية
منظمة حرية للأعمال الإنسانية: توزيع هدايا والعاب لأطفال الحولة بريف حمص الشمالي
حمص الوعر :منظمة حرية الإنسانية: توزيع ملابس للأطفال بمناسبة العيد
حمص- الدار الكبيرة – توزيع ألعاب للأطفال بمناسبة قدوم العيد منظمة حرية بالتعاون مع تجمع ثوار سوريا
من حملة فرحكم عيدنا – منظمة حرية بالتعاون مع تجمع ثوار سوريا
منظمة حرية :من برنامج دعم الاطفال في غازي عنتاب. واخراجهم من أجواء الحرب
عذراً التعليقات مغلقة