معركة الوعي

محمود أبو المجد10 مايو 2019آخر تحديث :
محمود أبو المجد

في ظل التطورات العسكرية الأخيرة شمال حماة، ونظراً إلى ما آلت إليه الأمور بعد تقدم النظام على محاور عدة، أصيب الشارع الثوري بالإحباط، الأمر الذي قد يكون طبيعياً في الواقع، لكن إذا ما دخلنا في تفاصيله سنعرف أن الجميع مخطئ بإفراطه في يأسه، والجميع سينال نصيباً من  الخسائر التي مُني بها الثوار.

وفي هذه المرحلة الحرجة يجب علينا، بصفتنا شارعاً ثورياً، الوصول إلى مرحلة الوعي الثوري، فخسارة منطقة لا تعني خسارة الحرب، ولدى متابعتنا صفحات موالية للنظام نتيقن أنهم وصلوا إلى مرحلة الوعي التي تجعلهم على ثقة بجيشهم، الجيش الذي لا يصل إلى مرحلة الأخوّة الموجودة لدى الثوار، فهم خليط من فئات مختلفة متناحرة، لا هدف لهم ولا مطلب سوى تنفيذ أوامر الرتبة الأعلى، ورغم هذا يمارسون حرباً أعلامية بشأن إسقاط المناطق الواقعة تحت سيطرة الثوار.

في المقابل لا يمكننا إنكار أسباب الخسائر في صفوف الثوار، وأهمها عدم وجود قيادة موحدة لطالما نادى بها الجميع، وكانت مطلباً لفئات الشعب الثورية جميعها، ومن الضروري أن يغتنم الثوار الفرصة بتوحيد الجهود ورص الصفوف، ليصبح الجميع كتلة واحدة لايمكن اختراقها، والنتائج حينها ستنعكس لمصلحتهم.

هذا ويجب على الجميع من دون استثناء أن تكون ردة فعلهم مرتبطة بوعي ثوري، وبفكر ناضج يفضي إلى حالة جيدة، إن كان برفع المعنويات أو بالتشجيع وحث الثوار على التصدي للعدو الذي يتربص بالثورة ومدينة إدلب، آخر قلاع الثورة، فإن وصل الشارع إلى مرحلة الوعي الثوري ستنقلب الطاولة على هذا العدو.

ولا بد من ترسيخ مقولة “عدوي أفقدني لذة النصر بابتسامته”، في شرائح المجتمع الثوري في المناطق كافة، والثائر الحامل سلاحه سترتفع همته حينما يشاهد المواطن يضحك في وجهه، فالابتسامة بقدر ما تغيظ العدو ستعطي معنويات لكل ثائر.
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل