جهاد الحداد – القاهرة – حرية برس:
لشهر رمضان في القاهرة طابع خاص، وأكثر ما يشد الانتباه في القرى والمدن الكبيرة إقبال المصريين علي شراء فوانيس رمضان وشراء الحلوى الرمضانية، وإقبال الصائمين على المساجد وكثرة حلقات الدروس التربوية وتلاوة القرآن الكريم.
يستقبل المصريون الشهر الفضيل عادة، بتزيين الشوارع والمدن والحارات بالأعلام والزينة الورقية، وتشهد الأحياء والأزقة في مصر ظاهرة جميلة، تتمثل بربط الحبال بين البيوت المتقابلة، لتعلّق عليها الزينة والفوانيس.
ويلاحظ ازدياد عدد المصلين في المساجد منذ مطلع الشهر وحتى وداع الشهر الفضيل، بشكل خاص في مسجد “عمرو بن العاص” في القاهرة ومسجد السلطان “حسن” و حي “الحسين” والسيدة زينب وغيرهما، في القاهرة أو في مدن المحافظات الأخرى.
إضافة إلى زيادة الإقبال على شراء المواد التموينية واللحوم والياميش التي بيبعها صغار الباعة الجوالون، يقفون بعرباتهم في الحارات والطرقات وينادون على البلح أو الفول السوداني أو الخروب أو قمر الدين، كذلك ينتشر بيع الفوانيس والحلويات، وفي رمضان تكثر الألفة والمودة بين الناس، وخاصة بين المسلمين والأقباط، فتقل الخصومات وتكثر الزيارات المتبادلة.
تقول المواطنة “ريهام أحمد جابر” البالغة من العمر 38 عاماً لـ مراسلة “حرية برس” في القاهرة: “شهر رمضان في مصر له طابعه الخاص، وتفوح منه روح المحبه والسلام واجتماعات العائلات في المنازل مع ضحكاتهم النقية الصافية”.
وتضيف “ريهام ” إن “صوت صلاة التراويح وذهابنا إلي المساجد يشعرنا بروح رمضان وجماله، وزيارة الأصدقاء وتجولنا في شارع “المعز لدين الله الفاطمي” وهتافات الترحيب من الأهالي بنا، هي أجواء جميلة تسعد أبناءنا”.
وأوضحت ريهام أن “الفانوس الرمضاني” مرتبط بشكل خاص بالشهر الكريم حيث ينجذب أولادنا لشرائه، مضيفة أنه أصبح رمزاً للتهادي بهذه المناسبة.
وذكر “عمار رجب رأفت” لمراسلة “حرية برس” وهو تاجر وصاحب أحد المحلات الشهيرة لبيع الفوانيس في مدينة السلام في القاهرة إن “اقتناء الفوانيس ظاهرة مهمة عند الأطفال، للفانوس منزلة هامة عند المصريين، ولكن رمضان هذا العام يشهد انخفاضاً ملحوظاً في إقبال الزبائن على الشراء، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار والوضع الاقتصادي السيء الذي تنعكس نتائجه على المواطن المصري”.
وطالب “عمار رجب” الجهات الحكومية والمؤسسات بدعم الأسرة، مخاطباً وزيرة التضامن الاجتماعي في حكومة النظام المصري بتقديم العون والمساعدة لهم في هذا الشهر الفضيل.
يشار إلى أن القدرة الشرائية للمواطن المصري شهدت تراجعاً كبيراً خلال السنوات الماضية ولا سيما بعد انخفاض قيمة الجنيه المصري بنحو 100 % جراء تعويم العملة المصرية مقابل الدولار، وارتفاع قيمة الضرائب والرسوم على السلع والخدمات، وارتفاع أسعار السلع والتضخم، وكذلك ارتفاع الدين الخارجي لمصر بنحو 3.5 مليار دولار خلال الربع الأخير من سنة 2018 ليصل لـ96.6 مليار دولار.
Sorry Comments are closed