اتفاق إدلب ينهار وسط تحذيرات غربية وتجاهل “الضامنين”

فريق التحرير7 مايو 2019آخر تحديث :
آثار الدمار الحاصل في قرية رأس العين بعد استهدافها بالصواريخ الفراغية من طائرات النظام الحربية – عدسة: علاء فطراوي – جرية برس©

ياسر محمد – حرية برس:

ارتفع عدد الشهداء إلى ستة عشر من جراء القصف المتواصل للنظام وحليفه الروسي على مناطق إدلب وريف حماة، كما تواصلت، اليوم الثلاثاء، حركة النزوح بكثافة باتجاه الحدود التركية، مع دعوات وتحذيرات غربية وأممية من انهيار “هدنة إدلب”، وسط إصرار روسي على مواصلة الهجوم، وصمت تركي فسره سكان المنطقة المفجوعون بأنه تواطؤ مع الروس على تقاسم المنطقة.

ميدانياً، ارتفع عدد الشهداء المدنيين اليوم إلى 16 شخصاً، وأصيب عشرات آخرون، في استمرار التصعيد العسكري من قبل قوات الأسد وروسيا على ريفي إدلب وحماة.

وصعدت روسيا من قصفها، في 26 من شهر نيسان الماضي، بعد ختام الجولة الـ 12 من محادثات “أستانة” التي لم تتفق فيها “الدول الضامنة” (روسيا، تركيا، إيران) على تشكيل اللجنة الدستورية، كما لم يستجد شيء بخصوص إدلب.

وبدأت الطائرات الروسية، والمروحية التابعة للنظام، بقصف مناطق الريف الجنوبي لإدلب، وصولًا إلى ريفي حماة الشمالي والغربي، ما أدى لاستشهاد وإصابة مئات المدنيين، ونزوح أكثر من 300 ألف من سكان تلك المناطق، 100 ألف منهم نزحوا خلال الأسبوع الجاري.

واليوم، قالت الأمم المتحدة، إن هجمات نظام الأسد بالبراميل المتفجرة على “منطقة خفض التصعيد” في إدلب، كانت الأكثر كثافة والأسوأ منذ 15 شهراً.

وأوضح المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سورية، ديفيد سوانسون، في مقابلة مع وكالة “الأناضول”، أن “الأمم المتحدة قلقة بشأن تصاعد العنف في شمال غربي سورية، الذي أدى إلى فقدان العديد من المدنيين منازلهم وممتلكاتهم”.

وقال سوانسون: “خلال الأيام القليلة الماضية، شهدنا زيادة في الغارات الجوية والقصف بالبراميل المتفجرة على منطقة خفض التصعيد؛ حيث كانت الأكثر كثافة والأسوأ منذ 15 شهراً”.

من جهته، عبَّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلقه، اليوم الثلاثاء، من ضربات نظام الأسد في إدلب ودعا إلى قرار سياسي مدعوم من الأمم المتحدة لإيقاف القتال.

وكتب في تغريدة “قلق بالغ إزاء تصاعد العنف في سوريا ومنطقة إدلب. الضربات التي ينفذها النظام وحلفاؤه، بما في ذلك الضربات على المستشفيات، قتلت العديد من المدنيين في الأيام الأخيرة”.

وأمس الاثنين، قال الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش في بيان إنّه “في 5 أيّار/ مايو، أصيبت ثلاثة مراكز طبيّة بغارات جويّة مما رفع عدد هذه المنشآت التي تمّت مهاجمتها منذ 28 نيسان / أبريل إلى سبعة مراكز على الأقلّ”.
وأكّد البيان الصادر، أمس الاثنين، أنّ الأمين العام للأمم المتّحدة “يحثّ جميع الأطراف على احترام القانون الدولي وعلى حماية المدنيين”.

وناشد غوتيريش بشكل خاص الجهات “الضامنة لعملية أستانا (روسيا وإيران وتركيا) السهر على حصول ذلك”، معرباً عن شجبه لـ”إصابة تسع منشآت تعليمية بهجمات منذ 30 نيسان/ أبريل، وإغلاق مدارس في العديد من المناطق”، من دون أن يحدّد الجهات المسؤولة عن هذه الأفعال.

وفي الولايات المتحدة، دعت مجموعة من المنظمات السورية – الأمريكية المجتمع الدولي، لوقف المذابح والجرائم التي يرتكبها نظام الأسد وحلفاؤه في محافظة إدلب وأرياف حماة. تزامناً مع دعوة السيناتور الجمهوري “ليندسي غراهام”، إدارة الرئيس ترامب بالوقوف في وجه “جزار دمشق” إزاء ما يحدث في إدلب، وقال غراهام في تغريدة على حسابه الشخصي في تويتر: “على الرئيس ترامب والعالم أن يرفعوا صوتهم بخصوص الهجوم الجديد لقوات الأسد على إدلب في سوريا”.

وفي السياق نفسه، ناشدت مجموعة منظمات سورية أميركية، في بيان لها أمس الاثنين، حكومة الولایات المتحدة الأمریكیة والمجتمع الدولي، لـ”التدخل ووقف المذبحة بحق المدنیین في إدلب من قبل روسیا وقوات نظام الأسد.. فمنذ یوم الأربعاء، حصل تصعید وارتفاع في عدد الغارات الجویة، واستعمال البرامیل المتفجرة، وقصف الأحیاء المدنیة، بما في ذلك المستشفیات والمدارس في محافظتي إدلب وحماة، ما تسبب بمقتل المئات من المدنیین وتھجیر عشرات الألوف منھم”.

وبينما تتوالى الإدانات والتحذيرات الدولية، فإن روسيا تواصل هجومها وتغطية هجوم قوات الأسد التي حصلت بعض المكاسب اليوم في ريف حماة بعد قصف جوي عنيف من الطيران الروسي، فيما تواصل تركيا صمتها المريب حتى بعد سقوط قذائف على نقطة مراقبة لها وإصابة جنود، ما جعل محللين يجددون الحديث عن صفقة بين (الضامنين التركي والروسي) مؤداها: جنوب إدلب مقابل عفرين.

ويكاد يجمع السياسيون والمحللون على أنه لا اجتياح لكامل إدلب، بل هي عملية قضم، وفي هذا الخصوص قال الإعلامي محي الدين لاذقاني: “السيناريو الذي طبقوه بحلب والغوطة يعيدونه حرفياً في ريفي إدلب وحماة، قصف مستشفيات ومخابز ومدارس وأحياء سكنية بهدف التدمير والتهجير، ومع ذلك فإن إدلب لن تسقط، وليس هناك اجتياح إلا إذا تم إدخال المنطقة قسراً حرباً إقليمية تريدها إيران بعيداًعن حدودها ولتخفف الضغط عنها، ولا تمانع بها إسرائيل طالما ظلت في الشمال، وتباركها روسيا الباحثة عن مخرج لورطتها السورية بأي ثمن، فلا هي قادرة على إعادة تعويم النظام وفرضه على المجتمع الدولي والإقليمي، ولا هي مستطيعة المساهمة في حل مشاكله المتفاقمة، ولا أحد يرد عليها في غياب الحل السياسي مهما طالبت بإعادة الإعمار”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل