أعربت ميليشا قوات سوريا الديمقراطية عن رفضها أسلوب المصالحات الذي يتبعه نظام الأسد لتسوية الأوضاع في المناطق المحررة من قبضة المسلحين، مؤكدة استعدادها للحوار مع دمشق.
وقال القائد العام للميليشيا، “مظلوم عبيدي”: “قواتنا تؤمن بوحدة الأراضي السورية وتكافح في سبيل ذلك، ونؤمن بالحوار السوري-السوري لحل مشاكل المنطقة ككل، ولكننا نؤكد أيضاً أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال العودة إلى فترة ما قبل 2011”.
جاء ذلك في كلمة ألقاها، اليوم الجمعة، خلال ملتقى العشائر السورية الذي نظمه مجلس سوريا الديمقراطية في ناحية “عين عيسى”.
وأضاف “عبدي”: “ونؤكد أنه لا يمكن حل المشاكل الموجودة في المنطقة عن طريق المصالحات أو بأساليب أخرى”، لافتاً إلى أنهم مستعدون للحوار مع حكومة الأسد والحكومة المركزية من أجل الوصول إلى حل للأزمة.
وشدد “عبدي” على أنه من غير الممكن الوصول إلى سوريا ديمقراطية من دون الاعتراف بحقوق الشعب الكردي دستورياً، ولا يمكن الوصول إلى حل من دون الاعتراف بالإدارة الذاتية التي تخدم مكونات المنطقة”.
وأوضح أن “الوصول إلى الحل لا يتحقق إلا من خلال القبول بخصوصية ’قوات سوريا الديمقراطية’ ودورها في حماية هذه المنطقة مستقبلاً، وأنها جديرة بأن تحظى بخصوصية في سوريا المستقبل، كونها ساهمت في تحريرها على حد قوله.
وقد تجددت محاولات الحوار بين ميليشيات الأكراد ونظام الأسد في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي، “دونالد ترامب”، سحب قوات بلاده من سوريا، حيث تواجدت في المناطق الشرقية الشمالية التي تسيطر عليها “قسد”، الأمر الذي جاء وسط استعدادات تركية لشن عملية عسكرية واسعة ستكون الـثالثة لها في الأرض السورية، مستهدفة بها التشكيلات المسلحة الكردية.
وعلى الرغم من زيارات وفود عدة من “قسد” وجناحها السياسي، “مجلس سوريا الديمقراطية”، إلى دمشق، إلا أن هذه المفاوضات لم تسفر حتى الآن عن أي نتيجة ملموسة، فيما أعلنت تركيا أنها أجلت عملياتها العسكرية ضد “وحدات حماية الشعب” الكردية، التي تشكل العمود الفقري لميليشيا “قسد”، على خلفية المفاوضات مع الولايات المتحدة، التي تسعى إلى حماية حلفائها الأكراد من أي هجوم تركي.
وفي هذا السياق كان نظام الأسد قد وضع “قسد”، أمام خيارين هما اتفاقات المصالحة أو الحل العسكري، فيما تصر الأخيرة على ضرورة إقامة نظام حكم ذاتي في مناطق سيطرتها، على الرغم من معارضة سوريا وتركيا.
من الجدير بالذكر أن نظام الأسد أبرم خلال السنوات الماضية، إثر عمليات عسكرية، اتفاقات مصالحة في مناطق كانت تسيطر عليها فصائل مسلحة وتنص على إجلاء رافضي التسويات إلى أراضٍ خارج سيطرة قواته، على أن تعود مؤسساته الإدارية والأمنية كافة إليها.
ويأخذ نظام الأسد على القوات الكردية تحالفها مع الولايات المتحدة في الحرب على “داعش”، الذي أعلن ترامب في 23 مارس الماضي نهاية خلافته، وذلك بعد أشهر من معارك واسعة خاضتها ميليشيا “قسد” بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
Sorry Comments are closed