خرج مئات آلاف السودانيين في مظاهرات حاشدة إلى شوارع العاصمة الخرطوم، اليوم الجمعة، من أجل الضغط على الجيش ليتخلى عن السلطة لحكومة مدنية، وتمحورت مطالب المحتجين حول محاسبة السلطة العسكرية الحاكمة عن المشاكل التي تعاني منها البلاد.
وأدى آلاف السودانيين صلاة الجمعة أمام وزارة الدفاع في الخرطوم، في موقع اعتصامهم لليوم الـ 21 على التوالي للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين، وقد وجه الخطباء رسائل إلى المجلس العسكري الانتقالي يؤكدون فيها على مطالبهم باستعادة الحكم المدني وابتعاد العسكر عن حلم الشعب في بناء بدولة مدنية ديمقراطية.
ورغم الدعم الدولي الذي يحظى به المتظاهرون، لم يستجب المجلس العسكري للمطالب حتى الآن رغم استقالة ثلاثة من أعضائه، الأربعاء، تحت ضغط الشارع. وأثارت استقالتهم فرحة المتظاهرين الذين أطلقوا الأهازيج الثورية واحتشدوا بعشرات آلاف، الخميس، تلبية لدعوة من قادتهم إلى “مسيرة مليونية”.
وتطالب المعارضة المجلس العسكري الانتقالي، الذي تولى المسؤولية بعد خلع “البشير”، تسليم السلطة إلى حكومة مدنية انتقالية، حيث بدأ المحتجون بعدما فرغوا من الصلاة، يرددون “مدنية .. مدنية” في إشارة إلى مطالبهم بحكم مدني، ووزع البعض عصائر بالمجان على المحتجين، الذين انضموا إلى الاعتصام رغم تجاوز الحرارة 40 درجة مئوية.
ويقول المجلس العسكري الحاكم، الذي يرأسه الفريق الركن “عبد الفتاح البرهان” إنه “تولى السلطة فترة انتقالية تستمر شهرين، وأجرى قادة المتظاهرين جولات من المحادثات مع المجلس واتفق الطرفان على تشكيل لجنة مشتركة لوضع خريطة طريق من دون تحقيق نتيجة تذكر.
وفي السياق ذاته، أفاد تجمع المهنيين السودانيين في مؤتمر صحفي عقده، مساء اليوم الجمعة، أنه يحتاج إلى فترة انتقالية مدتها 4 سنوات، وأكد أن تلك الفترة كافيه لبرنامجهم الإسعافي.
وبين التجمع أنهم متفقون على ضرورة تشكيل حكومة كفاءات مدنية تقوم بأداء دورها في انتشال الوطن من أزمته، وأشار تجمع المهنيين إلى أن المجلس الانتقالي يصر على مجلس عسكري سيادي، فيما تصر قوى التغيير المدنية على مجلس مدني، مشيراً إلى أن المجلس العسكري أكد أنه لن يفض الاعتصام بالقوة أمام القيادة العامة للجيش.
وشدد على أنه لن يتفاوض على مطالب الثورة ولكنهم يتناقشون في كيفيه تنفيذها، ونفى التجمع المعارض وجود أي خلافات داخل “قوى إعلان الحرية والتغيير”، التي أكدت أنها مستمرة في الاعتصام إلى حين تسليم السلطة إلى حكومة مدنية.
عذراً التعليقات مغلقة