ياسر محمد – حرية برس:
شنت طائرات الاحتلال الروسي 14 غارة جوية على مناطق “خفض التصعيد” بإدلب وريف حماة، تزامناً مع اختتام اجتماع “أستانا12” المنعقد في العاصمة الكازخية، والذي فشل في التوصل إلى اتفاق على “اللجنة الدستورية” مكتفياً بترحيلها إلى اجتماع جنيف القادم، كما لم يطرأ أي جديد على صعيد الوضع المتدهور والمتوتر في إدلب.
وقال مراسل حرية برس بإدلب، إن طائرات الاحتلال الروسي شنت صباح اليوم الجمعة 14 غارة جوية على أرياف إدلب وحماة، ما أدى لاستشهاد 7 مدنيين وجرح آخرين في قريتي الشيخ إدريس وتل هواش شمال حماة.
وفي مؤشر على عدم حلحلة قريبة للوضع المتدهور في إدلب، قال مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، من العاصمة الكزاخية التي تعقد فيها محادثات (أستانا 12): إن الضربات الموجهة ضد “الإرهابيين” في إدلب مستمرة.
وأضاف لافرينتيف: “بالنسبة للغارات الجوية على عدة مواقع في محافظة إدلب، يتم تطبيقها فقط لغرض تدمير الجماعات الإرهابية. ويتم التحقق من هذه العمليات القتالية وتنفيذها”.
مزاعم لافرينتيف، نفاها أمس تقرير للأمم المتحدة قال إن 36 مدنياً على الأقل استشهدوا في مناطق “خفض التصعيد” شمال غربي سوريا منذ 18 من نيسان الجاري، بسبب الهجمات التي يشنها النظام والميليشيات الأجنبية الموالية له.
أما اجتماع “استانا12” فقد تطرق بالتفصيل للوضع في إدلب، وزعم البيان الختامي الذي صدر اليوم الجمعة، أن ضامني أستانا (تركيا وروسيا وإيران) يرحبون بالخطوات المتخذة بتنفيذ مذكرة 17 أيلول 2018 (اتفاق سوتشي حول إدلب)، لكن روسيا وإيران حرصتا على الإبقاء على شماعة “هيئة تحرير الشام” لشرعنة مهاجمة إدلب في أي وقت.
وفيما يخص اللجنة الدستورية، فشلت الأطراف في التوصل إلى تشكيل اللجنة مثلما كان متوقعاً، وأعلن البيان الختامي عن مواصلة المشاورات في إطار ثلاثي مع المبعوث الأممي جير بيدرسون لتسريع العمل لتدشين اللجنة الدستورية في أقرب وقت ممكن.
وفصّل البيان: “قررت كل من روسيا وإيران وتركيا (الدول الضامنة) عقد الجولة المقبلة من أستانة في جنيف، وأكدوا على جاهزيتهم الكاملة لدعم جهود المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، بما في ذلك الحوار الفعال مع الأطراف السورية.
رئيس وفد المعارضة السورية إلى مباحثات أستانا، أحمد طعمة، استبق البيان الختامي واعتبر أن ملف اللجنة الدستورية هو الأهم في جولة المباحثات هذه، مضيفاً أن الأسماء المختلف عليها تقريباً تم الاتفاق عليها الآن.
وقال طعمة في حديث لوكالة “سبوتنيك” الروسية، اليوم الجمعة: “أعتقد أن هذا الملف هو أهم ملف في هذه الجولة، وهناك موضوعان هامان جداً تتعلق باللجنة الدستورية، الشق الأول يتعلق بالانتهاء من وضع الأسماء، منذ المرة الماضية تم الاتفاق على 144 اسم، ولم يبق خلاف إلا على ستة أسماء، والأسماء الستة الآن تقريبا تم الاتفاق عليها”.
وأضاف طعمة أن “النقطة الثانية هي النقاش حول القواعد الإجرائية، والمتعلقة برئاسة اللجنة، كيف سيتم اتخاذ القرار فيها، وكيف يتم تداول الموضوعات، وكيف سيتم التصويت وآلية العمل، هاتان النقطتان مطروحتان للوصول إلى الخيار النهائي فيها، فإما أن يتم التوافق والإعلان عنها يوم غد (اليوم)، أو يتم التوافق ويؤجل الإعلان في جنيف خلال الأسابيع القادمة، أي الإعلان عن الأسماء، والقواعد الإجرائية”.
ولم يُشر طعمة إلى أن روسيا هي المسؤولة عن زج الأسماء الستة والإصرار عليها، وهو ما يتم بحثه بين الضامنين منذ أسابيع، إذ احتجت تركيا على تلك الأسماء، ويبدو أن المعضلة لم تحلّ حتى الآن.
يُذكر أن سكان المناطق المحررة في الشمال السوري، وناشطين وسياسيين سوريين، استقبلوا مخرجات “أستانا12” بازدراء، خصوصاً لجهة ترحيل كل الملفات الهامة إلى جولة قادمة، واستشراء القتل في إدلب مع ادّعاء تحييدها.
Sorry Comments are closed