ياسر محمد- حرية برس:
حرص رئيس أركان الجيش الروسي على تذكير نظام الأسد ورأسه بأنه لولا التدخل العسكري الروسي عام 2015 لكان النظام قد سقط في غضون شهرين، ويأتي كلام المسؤول العسكري الروسي تزامناً مع توقيع عقد “احتلال” طرطوس ومينائها تحت مسمى الاستثمار لمدة نصف قرن!.
ويوم أمس، أعلن وزير النقل في حكومة الأسد، علي حمود، توقيع عقد “استثمار” مرفأ طرطوس مع شركة طاقة روسية خاصة، مدعياً أن العقد مع الشركة الروسية بشأن مرفأ طرطوس هو عقد استثمار وليس استئجار.
وقال حمود لصحيفة “الوطن” المؤيدة للنظام، اليوم الخميس: إن العقد وُقع مع شركة ستروي ترانس غاز الروسية الخاصة، لمدة 49 عاماً.
وأضاف “حمود” أن العقد هو استثمار لشراكة في إدارة وتوسيع وتشغيل مرفأ طرطوس وفق نظام عقود التشاركية بين القطاع العام والخاص المعمول به في سوريا.
وفي هذا الشأن، قال محللون سياسيون واقتصاديون، إن الخطوة تأتي وسط سباق محموم من قبل حلفاء نظام الأسد وأعدائه لتقاسم المكاسب في سوريا، مستشهدين بحصول كيان الاحتلال على اعتراف أميركي بالسيادة على الجولان المحتل، وسيطرة روسيا على مرافق سيادية هامة، وسيطرة تركيا على مناطق حدودية تهم أمنها القومي.
أما بالنسبة لإيران، والتي تسابق حليفها الروسي على تقاسم تركة نظام الأسد، فإنها تفرض وجوداً في عموم أنحاء البلاد، من دير الزور إلى حمص وباديتها وحتى درعا، مروراً بالعاصمة دمشق وريفها، وكذلك حلب، أما الاستثمار الأهم بالنسبة لها فهو الوصول إلى المياه الدافئة في المتوسط، والتي ترى فيها منفذاً ومنقذاً من الحصار الأميركي والأممي المفروض عليها.
وفيما استولت روسيا على مرفأ طرطوس، فإن إيران استماتت للحصول على ميناء اللاذقية، وفي بداية العام الجاري، طلب وزير النقل في حكومة نظام الأسد، من المدير العام لمرفأ اللاذقية، العمل على “تشكيل فريق عمل يضم قانونيين وماليين للتباحث مع الجانب الإيراني في إعداد مسودة عقد لإدارة المحطة من الجانب الإيراني”، تلبية لـ”طلب الجانب الإيراني حقّ إدارة محطة الحاويات لمرفأ اللاذقية لتسوية الديون المترتبة على الجانب السوري”، بسبب الدعم المالي والعسكري الذي قدمته طهران لنظام الأسد.
ويُشغّل مرفأ اللاذقية منذ سنوات بموجب عقد بين النظام و”مؤسسة سوريا القابضة” التي وقّعت شراكة مع شركة فرنسية لإدارة المرفأ. لكن حكومة النظام طلبت من “سوريا القابضة” التزام الاتفاق بين النظام وطهران لمنح الأخيرة حق تشغيل المرفأ اعتباراً من أيلول المقبل.
وتواصل طهران وموسكو ابتزاز رأس النظام وتذكيره دائماً بأنه لولا تدخلهما العسكري لكان نظامه سقط منذ سنوات.
وآخر ما استجد في هذا الشأن، قول قائد الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فاليري غيراسيموف، أمس الأربعاء، بأنّه لولا مساعدة قوات بلاده لنظام الأسد، لكان الأخير فقد وجوده عام 2015.
وأوضح غيراسيموف: “في سبتمبر 2015 وبما يتوافق مع طلب (الرئيس السوري بشار الأسد) لتقديم مساعدة عسكرية في محاربة الإرهاب الدولي، بدأت عملية القوات الجوية الفضائية الروسية للقضاء على المنظمات الإرهابية على الأراضي السورية”.
ولفت غيراسيموف إلى أنّ تدخل قوات بلاده في سوريا عسكرياً جاء قبل أن يفقد النظام السوري وجوده بمدّةٍ أقصاها شهران.
وفي سيناريو مطابق تماماً، قال وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، خلال مؤتمرٍ صحفي عقده في موسكو يوم 17 كانون الثاني/ يناير 2017: “إن العاصمة دمشق كانت ستسقط خلال أسبوعين أو ثلاثة في يد الإرهابيين لولا تدخّلنا”، تلا ذلك إبرام النظام اتفاقية توسيع قاعدة طرطوس البحرية مع روسيا، والتي وصفت بنودها بالمذلّة، كونها تستمرّ لـ 49 عاماً قابلة للتجديد مرّتين (25 عاماً كلّ مرة)، وغير مدفوعة الأجر!.
Sorry Comments are closed