وأورد المصدر نقلا عن مسؤول أميركي، أن ما يقارب النصف من الدول التي تلقت طلب واشنطن، أكدت رفضها الصريح، أما العواصم الأخرى المتبقية فوافقت على تقديم دعم محدود.
وينوي الجيش الأميركي سحب قواته من سوريا بشكل كامل بعد اندحار تنظيم داعش، في مارس الماضي، لكن رفض الحلفاء إرسال قوات إلى سوريا، يضع عدة عراقيل أمام مهمة البنتاغون.
وتريد الولايات المتحدة أن تحرز عدة نقاط من خلال هذه القوة العسكرية الحليفة، فهي تطمح إلى إبقاء حصن منيع أمام عودة محتملة لعناصر داعش.
وفي هدف ثان، تريد واشنطن أن تمنع تركيا من عبور حدودها الجنوبية إلى سوريا لأجل ملاحقة مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية الذين يحظون بدعم واشنطن فيما تعتبرهم أنقرة بمثابة أعداء.
وذكر مسؤولون أميركيون وأجانب، أن الإدارة الأميركية عقدت اجتماعين رسميين على الأقل لأجل حث الحلفاء على المساهمة في جهود عسكرية، شمالي سوريا.
وقدمت واشنطن قائمة تضم القدرات التي تحتاجها القوة العسكرية في شمال سوريا، وجرى أحد الاجتماعات، في يناير الماضي، وضمت اللقاءات كلا من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والدنمارك والنرويج وأستراليا وبلجيكا.
وفي يناير الماضي، كانت الإدارة الأميركية قد أعلنت قرار السحب الكامل لأكثر من ألفي عنصر من القوات الأميركية، أما الجولة الثانية من الاجتماعات، فتمت في الربيع الجاري، وطلب مسؤولون مساعدة من 14 دولة.
وطلبت الإدارة الأميركية من حلفائها أن يبادروا إلى تقديم دعم من قبيل المعدات والتدريب والأموال لأجل الحفاظ على الاستقرار، ولم تحدد الطلبات عددا دقيقا للقوات المرغوبة.
وأكد مسؤولون أنه ما من دولة حليفة لواشنطن إلا وتعرضت لضغوط كبيرة حتى تقدم مساعدة عسكرية في سوريا، لكن عددا قليلا من الحلفاء الغربيين هم الذين أكدوا استعدادهم لمواجهة داعش.
في غضون ذلك، فضل حلفاء آخرون لواشنطن أن ينتظروا ريثما تتجه السياسة الأميركية في سوريا على المدى البعيد، في ظل التنافس الأميركي مع كل من روسيا وإيران الحليفتين لحكومة دمشق.
وبعدما أبدت رفضا صريحا للدعم العسكري، اقترح بعض الحلفاء الغربيين أن يساهموا بالمساعدات الإنسانية وجهود إعادة الاستقرار.
وعلى الرغم من خسارة تنظيم داعش لآخر معاقله على الأراضي السورية، يقول مسؤولون أميركيون إن التنظيم المتطرف ما زال يملك عشرات الملايين من الدولارات، إضافة إلى خلايا نائمة كثيرة قد تطمح مستقبلا إلى إعادة سيطرة التنظيم.
عذراً التعليقات مغلقة