خطة كيري مع روسيا بشأن سوريا تواجه شكوكاً عميقة

فريق التحرير24 يوليو 2016آخر تحديث :

كيري ولافروف
أعربت بعض الدول الأوربية المشاركة في التحالف ضد تنظيم داعش عن قلقها من التعاون الأمريكي الروسي ضد الجماعات المتطرفة في سوريا، والتي ترى في روسيا شريكاً غير جدير بثقة المعارضة السورية، الأمر الذي رأى فيه منتقدو الحكومة الأمريكية أن هذا التعاون سيترك للروس وللسوريين الحرية المطلقة في استخدام قواتها البرية والجوية ضد الجماعات المعتدلة التي تحارب قوات الحكومة السورية.

وكان وزير الخارجية الأمريكية “جون كيري” قد قدم اقتراحاً ينص على تعاون استخباراتي بين روسيا وأمريكا من أجل تنسيق الضربات الجوية ضد جبهة النصرة ومنع سلاح الجو السوري من مهاجمة الثوار.

ولكن بعض المسؤولين العسكريين ومن مسؤولي المخابرات الأمريكيين يرون أن هذا الاقتراح سيجر أمريكا في الاتجاه الذي يريده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ألا وهو تشويه سمعة الولايات المتحدة لدى الثوار ودفع بعضهم إلى الانضمام الجماعات المتطرفة وتنظيم داعش.

في حين يرى المؤيدون للاقتراح في وزارة الخارجية والبيت الأبيض فرصة للمحافظة على المسار السياسي وتقليص القتال الذي يدفع آلاف السوريين ومعهم عناصر من تنظيم الدولة إلى التدفق على أوروبا ويمنع وصول المساعدات الإنسانية، مبررين ذلك بأنه لاخيار سوى التعاون مع روسيا.

وقال فيليب جوردون مستشار البيت الأبيض السابق لشؤون الشرق الأوسط والذي يعمل الآن لدى مؤسسة مجلس العلاقات الخارجية البحثية “ثمة أسباب للتشكك كما هو الحال مع أي نهج في سوريا لكن أولئك الذين ينتقدون هذه الخطة على أنها لا يمكن أن تنجح أو أنها معيبة لأسباب أخرى مثل العمل مع روسيا عليهم مسؤولية تقديم شيء أفضل أو أكثر فعالية.”

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه “هذا يؤكد مشكلتين أساسيتين يبدو أن كيري يتجاهلهما… الأولى: هدف الروس في سوريا لا يزال إما إبقاء (الرئيس السوري بشار) الأسد في السلطة أو إيجاد خليفة ما مقبول بالنسبة لهم… والثاني: أثبت بوتين مرارا وتكرارا ليس فقط في سوريا أنه لا يمكن الوثوق به في احترام أي اتفاق يبرمه إذا قرر أنه لم يعد في مصلحة روسيا.”

وكان كيري قد صرح للصحفيين يوم الجمعة الماضيعن موافقة الرئيس باراك أوباما على هذا الاقتراح الذي يمنح “قدرا من التبشير بالخير”.

وقال الدبلوماسي لرويترز “سيقرر الجانبان عندئذ من خلال التحليل المشترك من المستهدف… من خلال وضع الولايات المتحدة في غرفة التخطيط نفسها على موسكو حينها ضمان أن طائرات الأسد أوقفت القصف.”

وأضاف الدبلوماسي “أنه متفائل بطريقة كيري لكن الشيطان يكمن في التفاصيل وأنهم غير مقتنعين بأن موسكو جادة.”

وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إن مايجري بين الأمريكيين والروس هو مجرد تفاهم  للحد من خطر تدخل الطائرات أو تصادمها مع بعضها البعض، موضحاً أن ذلك “لا يمتد بالتأكيد إلى أي تعاون بشأن الاستهداف ونحن لن نرحب بذلك.”

في الوقت الذي يؤكد فيه “أندريه كليموف” نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في المجلس الأعلى للبرلمان الروسي إنه حتى إذا تم التعاون بين الطرفين فلإنه سيكون لفترة وجيزة لحين تولي الإدارة الأمريكية الجديدة زمام الأمور، وذلك وفق ما ورد عن رويترز.

وقال “أخشى أن الأسد يتوقع ألاعيب من الأمريكيين… كانوا يقولون دائما إنه منبوذ… والآن هم على وشك أن يقولوا للأسد ‘أنت تعرف… رجاء قدم لنا إشعارا مسبقا قبل يوم واحد من قيام قواتك الخاصة بتدمير شخص ما.‘”

وأضاف كليموف “في كل مرة نتحدث إلى الأسد علينا إقناعه وتقديم حجج وضمانات إضافية… لا يمكننا أن نعطيه أوامر فهو على أرضه.”

ونقلت وكالة رويترز عن “بسمة قضماني” عضو الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية قولها أن “وضعت إدارة (أوباما) رهانها على التعاون بحسن نية مع الروس بنتائج مخيبة للآمال حتى الآن.”

* رويترز

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل