ياسر محمد – حرية برس:
تحدثت عدة تقارير صحفية، أمس الاثنين، عن دور محتمل يمكن أن تلعبه ميليشيا “قسد” ضد الوجود الإيراني في منطقة شرق الفرات، وذلك بعد إعلان الولايات المتحدة “الحرس الثوري” الإيراني منظمة إرهابية، والحديث عن تحالف ضمني أميركي- روسي- إسرائيلي لطرد إيران من سوريا.
ويوم أمس، قالت مواقع إعلامية كردية مقربة من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) إن تلك القوات أرسلت تعزيزات عسكرية إلى حقل العمر النفطي، استعداداً لشن عملية محتملة ضد قوات النظام والمجموعات الإيرانية على ضفاف الفرات، وذلك بدعم من الولايات المتحدة. وأضافت أن العملية المحتملة تهدف إلى قطع الطريق البري الممتد من طهران مروراً ببغداد وصولاً لدمشق فبيروت، ولمنع النظام وإيران من إنشاء قواعد عسكرية في تلك المنطقة.
وأشارت تلك المواقع إلى أن قوات التحالف الدولي أرسلت مؤخراً تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، تضمنت مدرعات وعربات دفع رباعي ومعدات لوجستية من أجل الغرض نفسه.
العميد المنشق أحمد رحال، قال نقلاً عن ناشطين محليين: “تخوفاً من ضربات أمريكية قادمة، ميليشيات إيران بالبوكمال والميادين ودير الزور غيرت مواقع مقراتها وأنزلت أعلامها وأعادت أعلام النظام وطلبت من عناصرها عدم رفع أي شارة أو علامة إيرانية وتعمدت أن تضع المقرات بين البيوت السكنية وسمحت للمدنيين المبعدين بالعودة لمنازلهم حول المقرات”.
ليضيف في منشور آخر على صفحته في “تويتر”: “الروس يغيرون تموضع قواتهم غربي الفرات وينسحبون بكامل عتادهم من محيط مدينة البوكمال”..
متسائلاً: “هل يأتي هذا التحرك ضمن توافقات روسية- أمريكية وضمن خطة التحالف لضرب التواجد الإيراني هناك؟ ننتظر فالقادم هو الأسوأ على إيران وحلفائه”.
وفي السياق نفسه، قال رحال إن عناصر تابعين لميليشيا “حزب الله” اللبناني غادورا مواقعهم في مدينة قارة التابعة لمحافظة حمص، وأوضح: “تخوفاً من ضربة أمريكية- إسرائيلية قادمة حزب الله ينسحب من بلدة قارة… مبروك لأهالي الحي الجنوبي ببلدة قارة عودتهم لمنازلهم التي كان يصادرها شبيحة أزعر الضاحية الجنوبية”.
وفي تأكيد على وجود نشاط أميركي يهدف لقطع طريق البادية السورية على طهران، نقلت وكالة الأناضول عن مصادر محلية أن مساعدات أميركية وصلت إلى حقل العمر الذي تحول مؤخراً إلى مستودع كبير للأسلحة، بالرغم من طرد “تنظيم الدولة” من المنطقة.
ولفتت المصادر إلى أن آليات ومعدات حفر وزعت على الوحدات الكردية في المنطقة لاستخدامها -كما يبدو- في عمليات حفر الخنادق والأنفاق التي دأبت على القيام بها على طول الحدود السورية التركية.
المفكر السوري برهان غليون، قال في حوار له مؤخراً إن “إخراج الميليشيات الإيرانية والعمل على إيجاد تسوية سياسية بين النظام والمعارضة هما الهدفان الرئيسيان للسياسة الأمريكية في سورية بعد هزيمة داعش”، وتوقع غليون أن الروس اعتقدوا أخيراً أن هناك إمكانية لاستبعاد إيران من التسوية وإجبار النظام على تغيير سياسته الرافضة لأي مفاوضات أو تسوية حتى الآن”.
يذكر أن العلاقة بين “قسد” وكل من روسيا وإيران بالغة السوء، فموسكو وطهران يريدان استعادة نظام الأسد السيطرة على المناطق التي تسيطر عليها “قسد”، ورفضتا التوسط بين “قسد” والنظام بعد القضاء على داعش من أجل تحصيل “حكم ذاتي” أو “إدارة ذاتية” كردية لتلك المناطق، بينما تحظى الميليشيا الإنفصالية بدعم متزايد من الولايات المتحدة وفرنسا على وجه الخصوص.
عذراً التعليقات مغلقة