هل ستتغير النظرة إلى النظام في مناطقه

محمود أبو المجد20 أبريل 2019آخر تحديث :
محمود أبو المجد

المكابرة ونكران الحقيقة هي الميزة التي يمتاز بها موالو النظام السوري، والرماديون ممن استرضوا البقاء في مناطق سيطرته، والسبب قد يكون العنجهية وعدم الاعتراف بالأزمات التي تواجه نظامهم الذي دافعوا عنه، وعدّهم الثورة والثوار سبب الدمار والخراب وتراجع البلد، مع العلم أنه في كل بلاد العالم أول من يتحمل مسؤولية أي خطأ هو رأس السلطة، والفرق أن رأس السلطة عند جميع الشعوب هو خادم لشعبه، أما في سوريا فالشعب هو الخادم والتقصير الحاصل والأزمات التي يمر بها السوريون هم من يجب أن يتحملها، في حين أن رأس السلطة بشار الأسد خط أحمر في نظر مواليه والداعمين له من الشعب السوري إن كان الدعم نابعاً من خوف أو من قناعة.

قد أتوافق مع نظريتهم القائلة إن الشعب السوري مسؤول عن الأزمات، فهو مسؤول لأنه لم يقف يداً واحدة لإسقاط النظام، وهو مسؤول عما يحصل به لأن جزءاً من الشعب الذي كان محسوباً على الثورة قد عاد إلى العبودية، العبودية التي لطالما حاول الثائر الحقيقي محاربتها، والحرية المنشودة التي ما زال يحارب لأجلها، تلك الحرية التي سالت دماء لأجلها، وهُجر مئات آلاف في سبيلها، واعتقل مئات آلاف لتحقيقها.

والجزء من الشعب السوري الذي أصابه الوهن والضعف وعاد إلى حضن النظام، هو أكثر من سيتأثر بالأزمة الاقتصادية الحاصلة، وإن كانوا يعتقدون أن الجميع سيتأثر بها فهم واهمون، فلا يمكن لشبيح قاتل عن قناعة دفاعاً عن النظام أن يتأثر اقتصادياً لأسباب عدة أهمها أن الأولوية له في كل شيء، فمثلاً لو اصطفت مئات السيارات لتعبئة البنزين لن يقف الشبيح خمس دقائق، هذا ومن الأسباب التي تحمي شبيحة الأسد من التأثر بعاصفة اقتصادية وعمليات التعفيش التي قاموا بها في مناطق متفرقة من البلاد، والتعفيش طال بيوتاً للرماديين الذين تأثروا اقتصادياً، والسبب هو النظام وشبيحته، لكن هيهات هيهات أن يعترف الرماديون بهذا.

بالمقابل النظام يصم أذنيه ويغمض عينيه عن المأساة التي يمر بها الشعب في مناطق سيطرته، من دون أن يكون لديه رد فعل ولو برفع رواتب الموظفين في دوائره، فهل ستصل ثمن وجبة غداء لتعادل راتب موظف عن شهر كامل؟ وهل سيصرخ الجميع من موالين ورماديين بصوت عال قائلين “كفى”؟

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل