مصطفى أبو عرب – حماة – حرية برس:
شاعت في الآونة الأخيرة آفةٌ زراعية تهدد المحاصيل والأشجار في ريف حماة، وهو حيوان ’’الخُلد‘‘ أو كما يُعرف محلياً ’’أبو عمايا‘‘، وهو من الحيوانات القارضة، حيث يتسبب بتلف المحاصيل الشتوية من ’’القمح، وأشجار الفستق (…)‘‘ في شمالي المحافظة.
وقال المزارع ’’محمد الشيخ‘‘ من بلدة كفرنبودة، في حديث لحريّة برس، ’’يتواجد حيوان الخلد (أبو عمايا) في عموم أراضي الريف الشمالي، ويتركز بشكل كبير في منطقة كفرنبودة، ويتسبب بأضرار كبيرة للمحاصيل الزراعية وأشجار الفستق، حيث تضررت عشرات الدونمات من محصول البطاطا، إذ تبلغ كلفة الدونم الواحد قرابة 850 دولار أمريكي‘‘.
وأضاف الشيخ أنه يتم استخدام المصائد اليدوية لقتل هذا الحيوان، وهي طرق تقليدية قديمة، لم تتمكن من القضاء عليه، إضافةً إلى استخدام حبوب الغاز من خلال وضعها داخل الحفر، مناشداً مديرية الزراعة لإيجاد حل لهذه المشكلة، التي تتفاقم في كل عام، خاصةً مع بداية فصل الربيع، حيث لم يعد بإمكان الفلاحين المغامرة وزراعة محاصيل أخرى بعد الخسائر التي تلقوها.
من جانبه، بيّن ’’علي الهواري‘‘ وهو مهندس زراعي من اللطامنة شمال حماة، أن الخلد هو من الفقاريات التي تتكاثر بالولادة، وتتغذى على النباتات بشكل رئيسي، حيث يصل وزن الحيوان إلى قرابة نصف كيلو غرام، ويتصف ببطء الحركة، ويقضي أغلب حياته تحت الأرض، ويملك حاسة شم قويّة يقابله ضعف في حاستي السمع والرؤية.
وأشار الهواري إلى اختلاف عمق أنفاق الخلد تحت الأرض بحسب درجة الحرارة فوق سطح الأرض، ولكن على الرغم من أضراره التي يلحقها بالمحاصيل له فوائد كبيرة، حيث يقوم بتهوية الأرض والقضاء على الديدان والحشرات الضارة، ويمكن العثور عليه من خلال أكوام ترابية صغيرة بارتفاع يقارب 20 سم، كما يتم استخدام الطرق التقليدية في القضاء عليه، من خلال فرش الاكوام الترابية واستدراجه وقتله باستخدام بارودة الصيد.
يذكر أنّ مناطق ريف حماة تشتهر بالزراعات الشتوية والصيفية التي تعتمد عليها مناطق شمال سوريا مثل خزان غذائي لها، ولكن التغيرات المناخية والقصف والنزوح، أدى لانخفاض الإنتاج.
Sorry Comments are closed