حرية برس- ترجمة زينة الحمصي:
أشار وزير الخارجية الإيطالي الأسبق، “جوليو تيرزي دي سانت أغاتا”، في مقال له على الموقع الإلكتروني لقناة “Euronews”، إلى أهمية أن تحذو الدول الأوروبية حذو الولايات المتحدة الأمريكية وتصنّف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، ولا سيّما “سرايا القدس”؛ مشيراً إلى الخطر الذي يحمله هذا التنظيم، الذي يموّل الإرهاب ويروّج له بوصفه أداة في السياسة الحسنة.
واستطرد “أغاتا”، الذي عُيّن سابقاً سفيراً للولايات المتحدة الأمريكية، في تحليل المشهد، بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع الماضي تصنيفها الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، بما أثاره من ردود فعل متباينة داخلية ودولية. يخشى منتقدو هذه الخطوة من أنها قد تدعو إلى أعمال انتقامية عنيفة ضد القوات الأمريكية المتمركزة في الشرق الأوسط، وقد ردّت إيران بالفعل معلنة القوات المتمركزة في الشرق الأوسط إرهابية. كما أن هناك مخاوف من أن تُعقّد هذه الخطوة متابعة الخيارات الدبلوماسية مع النظام الإيراني في المستقبل.
وعلى الرغم من أن هذه الخطوة تحمل مزايا حسنة، إلا أنه ينقصها اتخاذ المجتمع الدولي موقفاً صارماً ضد دعم الحرس الثوري الإرهاب، وفي حين قد تتردّد الحكومات الأوروبية باتخاذ موقف قوي كما فعلت الولايات المتحدة، إلا أنه قد حان الوقت لأن تتصرّف ضد هذا العدوان الصارخ من جانب الحرس الثوري الإيراني.
تأسّس الحرس الثوري في عام 1979، وكُلِّف بالحفاظ على جمهورية إيران الإسلامية وقيم الثورة، ويمتلك تأثيراً واسعاً فقد لعب دوراً عسكرياً وجزئياً إلى جانب الشرطة، ودوراً استخباراتياً جزئياً في البلاد. فالحرس الثوري منفصل عن الدور التقليدي للشرطة والجيش، وينصبّ تركيزه على الصعيدين الدولي والمحلي. ويُشكّل الحرس الثوري الأداة الأساسية في يد إيران لتصدير أيديولوجية الثورة الإسلامية إلى أنحاء العالم جميعها ومواجهة التهديدات الخارجية، كما يُركّز على قمع المعارضين في داخل البلاد.
ويرى “أغاتا”، الذي كان عضواً استشارياً للولايات المتحدة ضد إيران النووية، أنّه ينبغي تسليط الضوء على سرايا القدس، حيث تُعرف هذه القوة بأنشطتها الخارجية، ولا سيّما في تدريب وتمويل الجماعات المتطرفة بالمال والسلاح، بما في ذلك الجماعات الموجودة في العراق، وحزب الله، وحركة حماس. كما أنها تلعب دوراً رئيساً في دعم قوات النظام السوري؛ حيث تطوّرت سرايا القدس ووسعت نطاق أنشطتها خلال الحرب الأهلية السورية عبر دعم المقاتلين الشيعة، وهذا كان سبباً جوهرياً في بقاء نظام الأسد؛ ما شجّع التنظيم على توسيع أنشطته خارجياً، المعروفة تقليدياً بدعم الجماعات الشيعية. وقد كُشف في العام الماضي أن سرايا القدس كانت توفّر التمويل والتدريب والأسلحة لحركة طالبان، حيث يُشير هذا الدعم لجماعة سنيّة إلى تطور جديد مثير للقلق في طريقة عمل سرايا القدس.
وأضاف “أغاتا” أن سرايا القدس متورطة بعمق في البنية التحتية الأوسع للحرس الثوري الإيراني، ويظل الحرس مسؤولاً في النهاية عن الأنشطة الإرهابية لهذه المجموعة الفرعية، ومع ذلك إنّ تصنيف منظمة مُتجذّرة بعمق في الجهاز السياسي الإيراني قد يخلق حواجز خطيرة أمام التعامل مع النظام في المستقبل.
ومع ذلك، إنّ استهداف سرايا القدس وحدها يجنّب كثيراً من هذه المآزق، كما أنه يضمن في أثناء ذلك تحقيق هدف الوقوف ضد الدعم الإيراني للجماعات الإرهابية في الخارج، حيث يُشكّل الإرهاب الذي ترعاه إيران تهديداً كبيراً للمجتمع العالمي ويتطلّب رداً دولياً.
واختتم “أغاتا” مقاله بالقول: “لقد اتخذت الولايات المتحدة الامريكية خطوة مهمة في تحديد التهديد وتسميته، لكن هناك حاجة إلى مزيد من التفاصيل الدقيقة. إذ يجب على الحكومات الأوروبية والمجتمع الدولي الأوسع أن يأخذوا بعين الاعتبار عمليات سرايا القدس ويتصرفوا حيال ذلك. إنّ وصف سرايا القدس بما هي عليه منظمة إرهابية سيكون خطوة قوية نحو محاسبة إيران على أعمالها في الساحة العالمية”.
عذراً التعليقات مغلقة