حنين السيد – إدلب – حرية برس:
يعد قطف الأعشاب الطبيعية وعلى رأسها “الزعتر البري” مصدر رزق لعديد من العائلات في ريف إدلب، وذلك لاستخدامها في صنع الأدوية ودخولها في مكونات بعض المأكولات الشعبية، حيث تنمو بشكل تلقائي على السفوح الجبلية.
ومع ضيق ذات اليد في الشمالي السوري المحرر نتيجة الحرب الدائرة منذ سنوات، لجأ الأهالي في منطقة “جبل الزاوية” جنوبي إدلب إلى الأعشاب الطبيعية التي لا تكاد تخلو قرية منها، مثل “الزعتر البري” المشهور بنكهته اللذيذة الذي يستخدم في صناعة المأكولات والفطائر، إلى جانب بعض الأعشاب الأخرى مثل “القريص” و”شقائق النعمان”.
وحول طريقة قطاف “الزعتر البري”، قالت “أم علي”، إحدى النساء اللواتي يجمعنه ويبعنه، لـ”حرية برس”: في كل يوم وبعد دخول فصل الربيع “نتجه نحو السفوح الجبلية لجمع الزعتر الذي لا يحتاج إلى جهد كبير، حيث نقطف أوراقه الخضراء التي تشبه نبتة الحبق، ثم نأخذها إلى المنزل لتنقيتها من الأعشاب الضارة وعرضها فيما بعد في سوق المدينة للبيع”.
وأضافت “أم علي”، “نجمع أيضاً (القريص) الذي تغطيه شعيرات لاسعة، حيث تعد هذه النبتة ذات فوائد طبية كبيرة في معالجة مرض السكري وآلام المعدة وفقر الدم، وذلك بعد غلي الأوراق وشرب منقوعها”، مشيرة إلى أن الطلب كبير على هذه النبتة.
بدوره، قال “موسى الحمود”، الخبير في طب الأعشاب، إنه “يشتري الزعتر البري وشقائق النعمان عن طريق أشخاص يقومون بجمعها وبيعها له، حيث يستخلص منها الزيوت التي تستخدم في علاج مرض الربو والشقيقة وغيرها، مؤكداً أنها تعمل بمثابة مهدئ آمن لضيق الصدر عند الكبار والصغار على حد سواء.
وبحسب إحصائيات سابقة، يتجاوز عدد النباتات المتواجدة في الشمال السوري آلاف الأنواع وتستخدم للوقاية والعلاج، حيث أن جمعها بشكل صحيح وتجفيفها ضمن الشروط الصحية يضمن الاستفادة الكاملة من موادها الفعالة، وتدخل في صناعة عديد من الأدوية ومستحضرات التجميل.
عذراً التعليقات مغلقة