حرية برس:
أصيب مدنيون بجروح، اليوم الجمعة، إثر استهداف طيران حربي تابع لقوات المشير “حفتر” هدفاً في مدينة “زوارة”، الواقعة على البحر المتوسط غربي ليبيا.
ونقلت وكالة ’’الأناضول‘‘ التركية عن عميد بلدية “زوارة”، ’’حافظ جمعة‘‘، قوله إن الطيران الحربي الذي يتبع “حفتر” استهدف فجر اليوم هدفاً قرب معسكر “عبد الصمد” القديم في مدينة “زوارة”، وهو خالٍ تماماً.
وأضاف “جمعة” أن القصف أسفر عن إصابة مدنيَّين اثنين، يتلقيان العلاج في المدينة، مشيراً إلى أن هدف طيران “حفتر” كان راداراً موجوداً في المعسكر ولكنه أخطأ الهدف.
وتعد هذه الضربة الجوية الأقرب حتى الآن من أي منشأة للنفط والغاز منذ بدء هجوم الجيش الوطني الليبي على العاصمة طرابلس قبل أسبوع.
وتقع “زوارة” إلى الغرب من ميناء “مليتة” للنفط والغاز، وهو مشروع مشترك بين المؤسسة الوطنية الليبية للنفط وشركة إيني الإيطالية.
فيما ترددت أصوات إطلاق النار والانفجارات في أنحاء العاصمة الليبية، اليوم الجمعة، حيث تشتبك قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة “حفتر” مع قوات حكومة “الوفاق” المعترف بها دولياً في الضواحي الواقعة جنوب طرابلس، ما اضطر آلاف المدنيين إلى الفرار من منازلهم.
وبدأت قوات الجيش الليبي بقيادة “خليفة حفتر” زحفها نحو طرابلس قبل أسبوع، في أحدث منعطف في دورة العنف والفوضى في البلاد منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بالقذافي.
وكشف أحدث بيانات الأمم المتحدة أن المعارك الدائرة منذ أسبوع أسفرت عن مقتل 75 شخصاً بينهم 17 مدنياً إلى جانب إصابة 323 شخصا ونزوح نحو 9500 عن ديارهم.
ودعت الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار، فيما تأمل في تنظيم مؤتمر وطني الشهر الجاري تشارك فيه الحكومتان المتنافستان في شرق وغرب البلاد بهدف الإعداد لإجراء انتخابات.
كما حثت الولايات المتحدة ومجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير “حفتر” على وقف هجومه.
من جهتها، أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها من تفشي أوبئة مثل السل والحصبة والأمراض المسببة للإسهال بسبب سوء الصرف الصحي خاصة بين النازحين.
وقال الدكتور ’’سيد جعفر حسين‘‘، ممثل منظمة الصحة العالمية في ليبيا في مؤتمر صحفي في جنيف، ”نتابع بدقة تحسباً لانتشار أي أمراض بسبب النزوح إلى مناطق أخرى إلى جانب سوء نظام الصرف الصحي‘‘.
وأضاف الدكتور أن هناك خمس سيارات إسعاف تعرضت لقصف في أثناء نقلها المصابين من منطقة القتال، فيما ذكرت المنظمة أن لديها إمدادات طبية لمستشفيات طرابلس تكفي أسبوعين.
وتحاول قوات المشير “حفتر” التقدم باتجاه العاصمة طرابلس، خصوصاً على محورين من الجنوب والجنوب الشرقي، حيث سجّلت معارك عنيفة يومي الأربعاء والخميس بين الطرفين.
وقال قائد مجموعة مسلّحة موالية لحكومة “الوفاق” الوطني على طريق مطار طرابلس الخارج عن الخدمة، الذي شهد الخميس معارك بين الطرفين: ’’نشهد حالياً معارك كر وفر‘‘.
فيما قال مركز تحليل الأزمات الدولية: ’’يبدو أنّ الطرفين متعادلان عسكرياً‘‘، معتبراً أن انتشاراً أكبر للمقاتلين أو تدخلاً عسكرياً من شأنهما التسبب في كارثة انسانية.
ويقاوم “حفتر” حتى الآن ضغوطاً من الأمم المتحدة للقبول بتسوية لتقاسم السلطة في سبيل إحلال الاستقرار ويستخدم نفوذه بوصفه حليفاً للغرب في مساعي القضاء على الإسلاميين المتشددين في شمال أفريقيا.
كما أن هناك آلاف المهاجرين، معظمهم من سوريا وبلدان أفريقية أخرى، عالقون في مراكز احتجاز مزرية في طرابلس بينما تقترب الاشتباكات منهم.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود في تغريدة على ’’تويتر‘‘، إن ”اللاجئين والمهاجرين عالقون في مراكز احتجاز في ليبيا ويعتمدون كلية على السلطات والمنظمات الإنسانية للحصول على الخدمات الأساسية“.
وأضافت المنظمة: ”هناك أنباء عن أن البعض في مراكز الاحتجاز لم يتناولوا أي طعام منذ أيام، ليبيا ليست مكاناً آمناً، لا يمكن للاتحاد الأوروبي أن يدير ظهره للأشخاص المهددين الذين يفرون من هذا البلد“.
وتشهد ليبيا صراعاً مسلحاً بين عشرات الميليشيات العسكرية في الشرق والغرب، منذ إطاحة العقيد معمر القذافي بمساعدة حلف شمال الأطلسي عام 2011.
ونجح القائد العسكري “خليفة حفتر”، في توحيد قوات من الجيش الليبي السابق تحت قيادته في المنطقة الشرقية، وأعلن تأسيس ما يسمى ’’الجيش الوطني الليبي‘‘ التابع لبرلمان طبرق، كما سيطر على مناطق هامة وآبار نفطية ومدن استراتيجية في الشرق والجنوب.
عذراً التعليقات مغلقة