“الصحة العالمية” تكشف أسباب الفجوات في متوسط العمر المتوقع

فريق التحرير15 أبريل 2019آخر تحديث :
تعبيرية

حرية برس:

تفوق أعمار النساء مثيلتها لدى الرجال في جميع أنحاء العالم، لاسيما في البلدان الثرية، وتفسر إحصاءات منظمة الصحة العالمية لعام 2019، المصنّفة حسب نوع الجنس لأول مرة أسباب ذلك.

وذكر الدكتور ’’تيدروس أدهانوم غيبريسوس‘‘، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن ’’تقسيم البيانات بحسب العمر ونوع الجنس وفئة الدخل يتسم بأهمية حيوية لتحديد هوية الأشخاص الذين يُترَكون خلف الركب وأسباب ذلك‘‘.

وأضاف الدكتور أنه ’’خلف كل رقم في إحصائات الصحة العالمية هناك شخص، أو أسرة، أو مجتمع محلي، أو دولة، ومهمتنا هي استخدام هذه البيانات لاتخاذ قرارات مُسنَدة بالبيِّنات بشأن السياسات تنقلنا إلى نقطة أقرب لبلوغ عالم أكثر صحةً وأماناً وإنصافاً للجميع‘‘.

وبحسب “غيبريسوس”، تضيق الفجوة الفاصلة بين متوسط العمر المتوقع للرجال والنساء إلى أقصى حد في حال افتقار النساء إلى إمكان الحصول على الخدمات الصحية.  وفي البلدان منخفضة الدخل، حيث تكون الخدمات أكثر ندرة، تتوفى واحدة من كل 41 امرأة لأسباب تتعلق بالأمومة، مقارنةً بواحدة من كل 3.300 امرأة في البلدان مرتفعة الدخل، لافتاً إلى أنه في أكثر من 90% من البلدان منخفضة الدخل، هناك أقل من 4 عاملين في مجال التمريض والقِبالة لكل 1.000 نسمة.

وأكد مدير المنظمة، أن التوجهات تتفاوت فيما يتعلق بالرعاية الصحية، ففي حال إصابة رجال ونساء بالمرض نفسه، غالباً ما يلتمس الرجال الرعاية الصحية بدرجة أقل من النساء، وفي البلدان التي تَعُمّها أوبئة فيروس العوز المناعي البشري، على سبيل المثال، تكون احتمالات خضوع الرجال لاختبارات كشف الإصابة بالفيروس أقل من النساء، فضلاً عن كونهم أقل قدرة على الوصول إلى سبل العلاج المضاد للفيروسات القهقرية وأكثر عرضة للوفاة بالأمراض ذات الصلة بالإيدز مقارنةً بالنساء، مضيفاً: ’’بصورة مماثلة، يبدو أن احتمالات إقدام مرضى السل من الذكور على التماس الرعاية أقل منها لدى مريضات السل من الإناث‘‘.

وأوضح المدير أن ’’إحدى الغايات المليارية الثلاثية للمنظمة هي استفادة مليار شخص آخر من التغطية الصحية الشاملة بحلول عام 2023، ويعني ذلك تحسين إمكان الوصول إلى الخدمات، لاسيما على مستوى المجتمعات المحلية، وضمان أن تكون تلك الخدمات متاحة وميسورة التكلفة وفعالة للجميع، بغض النظر عن نوع جنسهم‘‘.

وذكرت الدكتورة ’’سميرة أسما‘‘، مساعدة المدير العام للمنظمة لشؤون البيانات والدراسات التحليلية وتحقيق الحصائل، أن هذه الإحصاءات ’’تشدّد على الحاجة إلى إعطاء أولوية للرعاية الصحية الأولية بصورة عاجلة حتى تتم معالجة الأمراض غير السارية على نحو فعال، وكبح عوامل الخطورة، وعلى سبيل المثال، فإن شيئاً بسيطاً مثل ضبط ضغط الدم لا يحدث على المستوى المطلوب، ويظل تعاطي التبغ أحد الأسباب الرئيسة للموت المبكر‘‘.

وقال الدكتور “ريتشارد سيبولسكيز”، المؤلف الرئيس للتقرير، إن ’’سد الفجوات الخاصة بالبيانات يتسم بالأهمية للتعجيل بسد فجوة نوع الجنس، ويشكّل جمع وتحليل واستخدام بيانات مصنّفة ذات جودة عالية عنصراً محورياً لتحسين صحة ورفاهة الناس، لذا يجب تدعيم السياسات والممارسات الصحية ببيانات متينة وموثوق فيها يتم توليدها في نطاق البلدان‘‘.

كما يسلّط تقرير المنظمة، الضوء على التفاوت في أسباب الوفاة بين الرجال والنساء، وبعضها بيولوجي، فيما يخضع بعضها لعوامل بيئية ومجتمعية، ويتأثر البعض الآخر بإتاحة الخدمات الصحية والاستفادة منها.

وبحسب التقرير، من بين الأسباب الرئيسة الأربعين للوفاة، يسهم 33 سبباً بدرجة أكبر في انخفاض متوسط العمر المتوقع للرجال عنه لدى النساء، ففي عام 2016، كان احتمال وفاة شخص يبلغ من العمر ثلاثين عاماً بأحد الأمراض غير السارية قبل بلوغه سن السبعين أعلى بنسبة 44% لدى الرجال مقارنةً بالنساء.

وكانت المعدلات العالمية للوفيات بسبب الانتحار أعلى بنسبة 75% في فئة الرجال مقابل مثيلتها بين النساء في عام 2016.

وتزيد معدلات الوفاة بسبب إصابات الطرق بأكثر من الضعفين لدى الرجال مقارنةً بالنساء بدءاً من سن الخامسة عشرة، في حين تزيد معدلات الوفيات نتيجة القتل الخطأ بأربعة أضعاف عند الرجال مقابل النساء.

ومع صدور إحصاءات جديدة للمنظمة يتزامن نشرها مع الاحتفال بيوم الصحة العالمي في 7 نيسان/أبريل الذي ينصبّ التركيز فيه هذا العام على الرعاية الصحية الأولية باعتبارها دعامة التغطية الصحية الشاملة، تَبرُز الحاجة إلى تحسين إتاحة الرعاية الصحية الأولية على نطاق العالم وزيادة الاستفادة منها.

وازداد متوسط العمر المتوقع عند الولادة، بين عامي 2000 و2016، خمس سنوات ونصف على الصعيد العالمي، من 66.5 إلى 72 عاماً.

كما ازداد متوسط العمر المتوقع عند الميلاد مع التمتّع بالصحة والعافية، أي عدد السنوات التي يمكن أن يتوقع المرء أن يحياها بصحة تامة، من 58.5 سنة في عام 2000 إلى 63.3 سنة في عام 2016.

ويظل متوسط العمر المتوقع متأثراً بشدة بالدخل، ففي البلدان منخفضة الدخل، يقل متوسط العمر المتوقع بـ18.1 سنة عما هو عليه في البلدان مرتفعة الدخل، ومن المتوقع أن يموت واحد من كل 44 طفلاً وُلِدوا في بلد منخفض الدخل قبل بلوغهم سن الخامسة.

وللمرة الأولى هذا العام، صُنِّفت إحصاءات الصحة العالمية الصادرة عن المنظمة بحسب نوع الجنس، وأتاح هذا التحليل الجديد رؤى متعمقة بشأن الصحة واحتياجات الناس في أنحاء العالم، على أن بلداناً كثيرة ما زالت تسعى جاهدةً لتوفير معلومات مصنّفة حسب نوع الجنس.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل