عثرت السلطات الأمنية في محافظة ديالى على مقبرة جماعية لمئات من الشباب السنة الذين سبق اختطافهم من قبل فصائل ميليشيا الحشد الشعبي خلال أكثر من عام.
وقال أحد الضباط من قيادة شرطة المحافظة لـ «القدس العربي» أن معلومات توفرت لدى السلطات الأمنية الرسمية «قادت للتعرف على مقبرة جماعية يقدر عدد الذين تم دفنهم فيها بعدة مئات لكن حتى الآن لا يمكن تحديد أي رقم قبل موافقة الحشد الشعبي على اخراج الجثث وتسليمها إلى الجهات الطبية لتتخذ إجراءاتها اللازمة» على حد قوله.
وتعود الجثث إلى شباب من العرب السُنّة «سبق اعتقالهم في حملات سابقة اثر سيطرة الحشد الشعبي على المقدادية، والسعدية، وجلولاء وعدد من مدن المحافظة «، بحسب الضابط الذي اتهم «السلطات الأمنية في محافظة ديالى بالتستر على مثل هذه الجرائم حيث لم تحرك ساكناً بعد اكتشاف المقبرة الجماعية بل ولم تتخذ إلى الآن قراراً باستخراج الجثث لأن الأمر سيفضح جرائم الميليشات التي تسيطر على المحافظة وخصوصا منظمة بدر التي ينتمي اليها محافظ ديالى الحالي مثنى التميمي».
وأضاف أن «المقبرة الجماعية تقع في محيط مدينة المقدادية قرب منطقة امام ويس، وقد تم اكتشافها بعد أن وصلت شكاوى من سكان المنطقة بوجود روائح كريهة جداً وعثور احد المواطنين على ذراع لاحدى الجثث التي نقلتها الكلاب بعد عثورها على المقبرة «، بحسب قوله.
ويرى الضابط العراقي « أن السلطات الأمنية في ديالى لن تقوم باتخاذ أي اجراء لكشف هذه الجريمة كما أن شرطة المدينة حيدها الحشد الشعبي ولن تستطيع أن تحرك ساكناً».
وحذر «من أن الحشد الشعبي يسعى إلى انهاء الوجود السني في محافظة ديالى» وكشف عن قيام منظمة بدر «بإعداد قوائم بما تبقى من شباب السنة والمناطق التي يتواجدون بها داخل مدن محافظة ديالى أو في الارياف من اجل اجلاءهم باسلوب جديد وهو تبليغهم بأن مناطقهم عسكرية وعليهم المغادرة خلال 24 ساعة والا يتم تجريف منازلهم بعد ان جرفوا بساتينهم».
وأضاف الضابط ان الحشد الشعبي يمتلك صلاحية كاملة «بابادة قرى واستقدام عوائل من المكون الشيعي واسكانهم في تلك القرى، واغلبهم من عوائل عناصر الميلشيات التي سجلت هوية الاحوال المدنية الخاصة بها على محافظة ديالى» على حد تعبيره.
من جانبه قال الشيخ خليل فيصل أحد وجهاء منطقة امام ويس في ديالى « أن الحشد الشعبي أغلق ومنذ اكثر من سنة الطريق الذي يربط مدينة المقدادية ببلدروز حيث اضطررنا طيلة الفترة الماضية إلى أن نسلك طرق ترابية لنتجاوز مسافة ثلاثة كم بسبب اغلاق الطريق وتحويله لطريق عسكري».
وأضاف لــ«القدس العربي»: « اكتشفنا قبل مدة وجيزة أن هناك ساحة اعدامات تابعة للحشد ومقابر جماعية بحق اهل السنة في المنطقة وبعد أن أبلغنا الاجهزة الأمنية تعرضنا لقصف بقذائف الهاون».
وأوضح « ان المقبرة الجماعية التي أكتشفت تضم رفات مئات الضحايا الذين لم ولن يتم التعرف على اغلبهم بسبب تفسخ الجثث، لكن بعض الضحايا جثثهم سليمة وهو ما يدل على أنه تم قتلهم حديثا».
وختم فيصل حديثه بقوله: « إلى الآن لم تتخذ الشرطة المحلية أي اجراء والجيش لا يتواجد في مناطقنا التي أصبحت تحت رحمة المليشيات التي لا ترحم»، على حد وصفه.
* نقلاً عن “القدس العربي”
عذراً التعليقات مغلقة