مضت 8 سنوات منذ خرج السوريون عازمين على النهوض بوطنهم، في ثورة استشعر طغاة العالم وداعموهم خطر انتصارها فتركوا أحرارها يواجهون وحدهم أقسى نظام قمعي وظيفي عرفه التاريخ.
منذ اغتصابه السلطة قبل نحو خمسة عقود، وحتى يومنا، ارتكب نظام الأسد الإرهابي أبشع الممارسات بحق السوريين، حيث أجهض كل مشروع وطني ونهب خيرات سوريا واستولى على مقدرات السوريين، وعمد إلى قتلهم والتنكيل بهم أيما تنكيل في سبيل الحفاظ على السلطة المغتصبة والجثوم على صدورهم.
وعلى مدار الأعوام الثمانية الأخيرة، بذل الشعب السوري تضحيات تضاهي ما عرفناه في أساطير البشرية، واستمر في كفاحه بصمود وإصرار ندر مثيلهما في تاريخ ثورات العالم، وتمسك بالمطالبة بحقوقه المشروعة رغم قتل واعتقال مئات الآلاف من أبنائه، وتشريد الملايين منهم، وتعرضهم للتضييق والحصار وأقسى الممارسات غير الإنسانية.
مع مضي ثماني سنوات على انطلاق الثورة السورية، لا بد من التأكيد على تمسكنا بمبادئ الثورة السورية، وبحق الشعب السوري المشروع في بناء دولة تقوم على أسس العدالة والحرية والمواطنة، وعلى أنه لا سبيل إلى ذلك سوى إزاحة منظومة الحكم الحالية متمثلة بنظام الأسد الإرهابي وأركانه، ومحاسبتهم على اقترفوه من جرائم ضد الشعب السوري وضد الإنسانية، ونؤكد أن المسؤول الأول عن الإرهاب في سوريا هو بشار الأسد رأس السلطة.
على السوريين الأحرار رفض أي محاولة تفضي إلى إعادة تعويم نظام الأسد الإرهابي وتثبيت حكمه، والالتفاف على تطلعاتهم وتضحياتهم. ورفض أي حل سياسي لا يستند إلى بيان جنيف1، وقرار مجلس الأمن رقم 2254، لا سيما البند الأول المتعلق بتشكيل هيئة حكم انتقالي.
لا يمكن لأي عملية سياسية حقيقية البدء قبل إطلاق سراح المعتقلين، وعليه فإن نظام الأسد الإرهابي مطالب بإطلاق سراح مئات الآلاف من السوريين المغيبين قسرياً، والكشف عن مصير من قتلوا تحت التعذيب منهم.
يتحمل النظام الرسمي العربي، والأمم المتحدة، ولا سيما الدول المتحكمة بمجلس الأمن الدولي، والدول المتدخلة في الشأن السوري، مسؤولية استمرار معاناة السوريين وارتكاب الجرائم بحقهم من قبل نظام الأسد وحلفائه، روسيا وإيران ومليشياتها الطائفية، وعدم دعم حق شعبنا المشروع في تقرير مصيره بالأفعال الجادة، وتحويل سوريا إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية.
عاشت سوريا حرة مستقلة، الرحمة لشهدائنا والنصر لثورتنا.
عذراً التعليقات مغلقة