قالت مصادر رسمية عراقية في بغداد، اليوم الخميس، إن وفداً عراقياً رفيعاً، وصل إلى العاصمة السورية، دمشق، وسلّم رسالة خطية لبشار الأسد، من رئيس الوزراء، حيدر العبادي، تناولت ما وصفته المصادر ذاتها بـ”التعاون بين البلدين والحرب على الإرهاب”.
في هذه الأثناء، حصل “العربي الجديد” على معلومات تفصيلية، تؤكد أن الوفد الذي يترأسه مستشار الأمن الوطني بحكومة حيدر العبادي، فالح الفياض، يرافقه ضباط في الجيش وقيادات مليشياوية، قد بحث سبل إعادة ربط بغداد بدمشق برياً، بعد عامين ونصف العام على قطع الطريق البري، إثر سيطرة تنظيم داعش على الأنبار، وسيطرة فصائل المعارضة السورية المختلفة على البوكمال، وبلدات أخرى تربط العاصمتين.
وبحسب مسؤول حكومي عراقي بارز، فإن الوفد الذي يزور دمشق حالياً يتألف، إضافة إلى فالح الفياض، من أربعة ضباط كبار بمكتب القائد العام للقوات المسلحة، الذي يترأسه العبادي نفسه، فضلاً عن نائب قائد مليشيات الحشد، أبو مهدي المهندس، ومسؤول كتائب “حزب الله” في العراق، حميد الجزائري.
وتسلم الأسد رسالة خطية من العبادي، تطرق فيها إلى جملة من الأمور، منها الموصل ودير الزور، والخطط المقبلة، والتنسيق بين النظامين.
وكانت وكالة الأنباء السورية “سانا” قد أعلنت، اليوم الخميس، عن استقبال الأسد، ليلة أمس الأربعاء، وفدا عراقيا نقل رسالة من رئيس الوزراء، حيدر العبادي، تتعلق بالتعاون السياسي والعسكري والأمني بين البلدين، خاصة مكافحة الإرهاب.
وأوضحت “سانا”، أن رئيس الوفد وضع الأسد في صورة التحضيرات الجارية، للتقدم إلى الموصل، وحرص القيادات العراقية على استمرار الدعم والتواصل والتنسيق مع الحكومة السورية، لما لهذا الأمر من نتائج إيجابية في محاربة التنظيمات الإرهابية التي تهدد المنطقة والعالم.
من جانبه، قدم الأسد تهنئته “بالانتصارات والإنجازات التي يحققها الجيش العراقي والحشد الشعبي، ضد تنظيم داعش، وآخرها في مدينة الفلوجة”.
في هذه الأثناء، أكد مسؤول بارز في حكومة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أن اللقاء بين الجانبين بحث إعادة الحياة لطريق بغداد دمشق، وعلى الخط القديم، بغداد ـ الفلوجة ـ الرمادي ـ القائم ـ البوكمال ـ تدمر، وصولاً إلى دمشق، عبر خطوط صحراوية وفرعية معقدة، تكون بعيدة نسيباً عن الهجمات المتكررة لفصائل المعارضة، أو تنظيم داعش.
ووفقا لمصادر حكومية، فإن “المليشيات الموالية لإيران، ممثلةً بمليشيات الحشد الشعبي، فضلاً عن “حزب الله” وجيش النظام السوري، هو من سينفذ الخطة، ولن يشارك فيها الجيش العراقي والقوات النظامية الأخرى، لاعتبارات تتعلق بعلاقة بغداد مع واشنطن ودول أخرى.
وأكد مسؤول عراقي في حكومة حيدر العبادي ذلك، مبيناً “أن مليشيات الحشد والجماعات الأخرى التي تحتكم لإيران، ستنفذ المهمة”، لافتاً إلى أن المقترح ليس من بغداد، بل من الأسد، والعبادي وافق عليه، لكنه تحفّظ على مشاركة قوات الجيش، وطلب من الحشد تولي المهمة.
* نقلاً عن: “العربي الجديد”
عذراً التعليقات مغلقة