وليد أبو همام – حماة – حرية برس:
يحاول نظام الأسد جاهداً أن يرأب الصدع الذي أحدثه بنفسه من خلال مجرميه الذين أفلت لهم حبال الجريمة، حتى يكونوا سكيناً مسلطةً على مؤيديه قبل معارضيه، حيث سمح لهم بالتصرف المطلق ووضع بين أيديهم كافة الوسائل من أسلحة وعناصر وبطاقات أمنية لتسهيل العبور بين المناطق.
لكن هذه الأدوات التي استخدمها نظام الأسد بدأت تعود وبالاً عليه، حتى أن مؤسساته ورجاله لم يسلموا من شرورهم.
انتشرت في الآونة الأخيرة في محافظة حماة ظاهرة تجارة المواد المخدرة ومنها مادة ’’الحشيش‘‘، حيث بدأت القوات ’’الأمنية‘‘ لنظام الأسد بملاحقة المروجين والتجار.
وتحدثت مواقع موالية لنظام الأسد عن إلقاء القبض على أكثر من خمس شبكات تجارة بمادة ’’الحشيش‘‘ خلال الشهرين الماضيين.
فيما أفاد ’’صفوان‘‘ أحد سكان المدينة في حديثه لحرية برس، بأن نشاط هؤلاء التجار تركز بالدرجة الأولى في مدينة حماة لكن جميع من تم القبض عليهم عبارة عن أجراء يعملون لدى أشخاص آخرين لا يظهرون للعلن، مع أن معظم الأسماء معروفة لكنها تعود لأشخاص متنفذين أو تجار كبار استطاعوا تحصين أنفسهم وإلقاء المسؤولية على أتباعهم، حسب وصفه.
كما ذكر بعض الأشخاص من داخل المدينة، أن التجار الحقيقيين والمسؤولين عن إدخال المواد المخدرة معظمهم كان يعرف عنه من قبل قيامه بهذه الأعمال، وحتى أن ’’الجهات الأمنية‘‘ التابعة للنظام تعرفهم وتدرك تماماً أنهم وراء ذلك، ولكنهم استغلوا حاجة النظام إليهم في السنوات الماضية، فزادت قوتهم وغض النظر عنهم حتى وصلوا لدرجة عدم الإصغاء للأوامر والقوانين من قبل المسؤولين الكبار عنهم.
فيما أشار ’’عبد العزيز‘‘ من مدينة حماة، إلى أن هذه الظاهرة لم تكن موجودة في المحافظة بهذا الشكل، حتى أن مادة ’’الحشيش‘‘ لم تكن معروفة لدى معظم الناس، لكن في السنوات الماضية استغل بعض الأشخاص الفوضى وبدأوا يروجون هذه المادة بين الشباب، وبدأت بالانتشار بشكل كبير بعد أن كان الأمر يقتصر على أنواع من الحبوب المخدرة أو المنشطات، لتتوجه أصابع الإتهام إلى بعض الشخصيات الهامة في المحافظة ومنها أعضاء في مجلس الشعب التابع لحكومة النظام.
الخطف يلاحق الموالين
بدأ الموالون لنظام الأسد وخاصةً في مناطق ريف محافظة حماة الغربي، والمعروفة بأنها ’’خزان الشبيحة‘‘ الذي يعتمد عليه النظام بشكل كبير، حيث شارك معظم شبابها في عمليات القتل مع قوات الأسد في كافة أنحاء سوريا.
وبرز منهم الكثير من رؤوس شبيحة النظام وحتى الضباط الذين كانوا يتباهون بكثرة ضحاياهم، حيث هيأ النظام لهم الأمكنة المناسبة مثل ’’معسكر الطلائع ومعتقل دير شميل، بالإضافة إلى مطار حماة‘‘، لتنفيذ عملياتهم وخاصةً الخطف الذي كان يستهدف أي شخص من غير الطائفة العلوية إما بقصد قتله أو الحصول على المال كفدية.
وما إن بدأ نظام الأسد بإستعادة السيطرة على المناطق المحررة التي كانت خاضعة لفصائل الثوار، حتى بدأ بالتخلص من هؤلاء الأشخاص الذين صنعهم، وخاصةً أن جميع هؤلاء من أصحاب السوابق في الإجرام، فيما بقي قسم منهم يواصل عمله في الخطف والسلب، لكن بعد سحب الصلاحيات منهم وملاحقتهم أصبح تحركهم مقصوراً على مناطقهم فقط، لذلك لم يجدوا إلا أبناء جلدتهم تحت أيديهم.
كما ازدادت حالات الخطف والقتل وخاصةً في منطقة مصياف وقراها مثل ’’جب رملة والمحروسة وغيرها‘‘، ولا يمر أسبوع دون حدوث حالة خطف أو سلب وحوادث السرقة والسطو في وضح النهار.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل عمد هؤلاء المجرمون إلى مقاومة دوريات نظام الأسد بإطلاق النار عليها ورمي القنابل ليصبح بذلك كابوساً يقض مضاجع الموالين بعد أن كانوا يصفون هذه الزمرة بـ’’حاميتهم‘‘، لكن إدمانهم على القتل والسلب والحصول على الأموال كان أكبر من ولائهم للنظام أو طائفته.
عذراً التعليقات مغلقة