ختم حلف شمال الأطلسي أمس السبت قمته المنعقدة في وارسو، والتي استمرت ليومين وأعلن خلالها عزمه على تعزيز وجوده العسكري في شمال شرق أوروبا.
وقرر حلف “الناتو”، المكون من 28 دولة، نشر أربع كتائب تضم كل منها من 3 إلى 4 آلاف جندي في البلطيق وشرق بولندا، وستكون تحت إشراف أمريكا وبريطانيا وألمانيا وكندا، فيما سيكون لفرنسا وبلجيكا مشاركة ضئيلة حيث 150 عنصراً لكل منهما. يتم تدويرها لإظهار استعداده للدفاع عن الأعضاء من شرق القارة، في “مواجهة أي عدوان روسي”.
وقال الأمين العام لحلف الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، “هذه الكتائب ستمتاز بالقوة وستكون متعددة الجنسيات. القصد من ذلك هو التأكيد على أن أي هجوم على دولة من دول الحلف سيعد هجوماً على الحلف بأكمله”.
قال الرئيس الأميركي “باراك أوباما” إن الولايات المتحدة ستنشر نحو ألف جندي في بولندا في إطار الخطة “لتحسين وجودنا (كقوة ردع) في وسط وشرق أوروبا”
وأعلن مسؤول في الحلف أن الناتو سيتولى قيادة منظومة الدفاع الصاروخي التي أقامتها الولايات المتحدة في أوروبا، وقال ستولتنبرغ إن منشآت الدرع المنشورة في تركيا ورومانيا وإسبانيا “باتت حالياً قادرة على العمل بقيادة الأطلسي وإشرافه”.
من جهته أوضح الرئيس الفرنسي أن روسيا لا تشكلتهديداً ولا تعتبر “خصما” بل “شريكا”، نافياً أن تكون مهمة الحلف الأطلسي “ممارسة ضغط في العلاقة بين أورويا وروسيا”.
في حين قال وزير خارجية بولندا “فيتولد فاشاكوفسكي”: “علينا أن نرفض أي نوع من التمني فيما يتصل بالتعاون البرغماتي مع روسيا ما دامت تواصل غزو جيرانها”.
وأثار ذلك كله حفيطة روسيا التي ترى في تحركات حلف شمال الأطلسي تعدياً على دول كانت من ضمن الاتحاد السوفيتي سابقاً.
إلا أن الحلف أبدى حرصه على استئناف الحوار مع روسيا لتفادي أي حادث من شأنه أن يزعزع الاستقرار في أوربا.
ومن المقرر أن يتزود الحلف بطائرات بلا طيار مقرها في صقلية، وأن يدعم بمعلومات استخبارية حول العمليات التي ينفذها الاتحاد الأوروبي لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالأسلحة في مياه البحر الأبيض المتوسط.
عذراً التعليقات مغلقة