العابرون في دمي
شعر: سليمان نحيلي
مِنْ هنا عبروا …
ولوّحوا لي كنهرٍ قديمٍ وديعٍ …
ما انفكَّ يحثُّ الضّفافَ
ليوصلَ بريدَ الماءِ
لكلِّ العشّاقِ العطاشِ
وكان القمحُ يتفصّدُ من تحت أرجلهم
سنابلَ محنياتِ الظَّهرِ
والأغاني ترافقهم إلى عرسهم
كسماءٍ قريبة ..
***
من جراحهم عبروا …
يا لَجراحهم:
سبعُ سماواتٍ
وأقمارٌ تبتسمُ …
وكلّ محصول العالمِ منَ الزّهرِ
وكراماتٍ لا تُحدُّ …
***
في خاطري عبروا ..
كآخرِ غيمةٍ أندلسيّةٍ
في سماءِ غرناطةَ
قبلَ الشّتات …
***
في دمي عبروا ..
وجوههم كوردٍ في ميعةِ التّفتُّحِ
يمضي بعيداً في فلواتِ العطرِ …
ووقْع خطاهم
كحلمٍ
يوماً
سيأتي ..
أو كالرّذاذِ الأليفِ في صحراءَ
وقتَ الهاجرة …
***
من موتهم عبروا …؟!
همُ الشّهداءُ
ليسوا بيننا
لكنّهمْ
أحياء ُ
يقيمونَ
في ربيعِ الذّاكرة …
عذراً التعليقات مغلقة