كالعادة تظهر علينا أسماء الأخرس، زوجة المجرم بشار الأسد، بين الفينة والأخرى لتقدم نفسها سيدة أولى للإنسانية، متناسية أنها أصبحت سيدة أولى للإجرام بكل جدارة وبدون أي منافس.
بعد الفضائح و المآسي التي ظهرت في مناطق سيطرة النظام، من فقدان مواد ووسائل الطاقة والتدفئة اعتباراً من جرة الغاز، وصولاً إلى برميل المازوت، وانتهاء بالتيار الكهربائي، وسط ظروف شتائية قاسية جداً، وأخيراً وليس آخراً، فضيحة انتشار لحم الحمير في مطاعم دمشق.. تظهر وتطل علينا المجرمة أسماء الأسد وهي تزور مصاباً من شبيحة الأسد في مدينة النبك، وقد فقد ثلاثة من أطراف جسده، وقد ظهرت وهي تلبس جزمة فاخرة و طويلة جداً، أعزكم الله و رفع قدركم.. في محاولة منها لإدارة اتجاه الكاميرات عن طوابير الناس المتجمهرة حول جرة الغاز، إلى جزمتها التي تتسع للوطن ـ الحافي ـ على حد قول أحد المعجبين بالوطن وسيدة الوطن، أو لعل ضحكتها الصفراوية تدخل قليلاً من الدفء إلى جماهير النظام المتجمدة من البرد.
الغريب في الصورة التي ظهرت بها سيدة الإجرام الأولى، أنها خلعت جزمتها الفاخرة على عتبة بيت المريض المتواضع، تأكيداً منها على تواضعها واحترامها تقاليد أهل البيت بتواضعهم وفقرهم.
ليس من حق أحد أن يتدخل في لباس أحد، لكن أعتقد أن من يكون حريصاً على مشاعر الناس، فمشاعر المريض أهم من تقاليد المجتمع، فالذي يزور إنساناً مبتور القدم، فمن واجب الزائر أن يخفي أقدامه أو على الأقل أن يلبس حذاء متواضعاً لا يلفت النظر، هذا اللهم إذا لم يكن حافياً مراعاة لمشاعر من فقد أطرافه، خاصة وأن الذي فقد قدميه، فقدهما فداء “لسيد الوطن” الذي هو زوجها.. هذا اللهم إذا تغافلنا عن سعر تلك الجزمة التي تشتري مئات جرات الغاز، أو ربما عشرات براميل المازوت، أو ربما تطعم حارة جائعة بأكملها.
لكن عندما تلبس سيدة الوطن جزمة تستولي على ثلاثة أرباع شاشة الكاميرا، فاعلم أن هناك سراً مقصوداً وراء ذلك، المثل يقول (إن اللبيب بالإشارة يفهم) لكن عندما تكون رسالتك موجهة إلى “القطيع” فمن الطبيعي أن تكون جزمتك أطول من أعناقهم حتى يروها ولا يظنوا أنك حافي القدمين.. يا حافية الإنسانية.
Sorry Comments are closed