لجين مليحان – حرية برس:
تستمر ظاهرة نقص مادة الخبز ومعاناة الأهالي في تأمينه في الجنوب السوري في ظل سيطرة قوات الأسد على محافظتي درعا والقنيطرة، ولكن هذه المرة تترافق مع إذلال للمدنيين من قبل شبيحة النظام، ليصبح هذا الرغيف معجوناً بالذل والهوان.
وبالرﻏﻢ من ﻭﻓﺮﺓ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، فإنه يعيش ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﺍﻟﺤﺎﺩ ﻓﻲ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﺨﺒﺰ، ﻭﺫﻟﻚ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺨﻔﻴﺾ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺪ ﻟﻜﻤﻴﺎﺕ الطحين ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻤﺨﺎﺑﺰ المنطقة في سبيل إذلال الأهالي.
وقال الناشط الإعلامي ’’قاسم حوراني‘‘ في حديثه لحرية برس، إن شبيحة النظام الذين ﻳﺘﺒﻌﻮﻥ ﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﻱ، قاموا بإهانة ﻋﺪﺩ من الأهالي أمام فرن ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺩﺍﻋﻞ ﺍﻵﻟﻲ.
وأضاف الناشط أنه أجبروا ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ على الركوع أمامهم، وذلك ﺃﻣﺎﻡ ﺍلفرن، ﻭكان ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ أثر ﺿﺮﺏ ﺷﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﻌﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻷﺳﺪ ﺃﻣﺎﻡ الفرن ﻧﺘﻴﺠﺔ خلاف حصل بينهم، على حد تعبيره.
وأرجع قاسم ﺳﺒﺐ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺰ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ، كنتيحة لتدﻣﻴﺮ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻷﺳﺪ ﻟﻤﻌﻈﻢ ﻣﺨﺎﺑﺰ ﻭأﻓﺮﺍﻥ ﺩﺭﻋﺎ والقنيطرة ﻭﺗﺠﺎﻫﻞ ﺗﺮﻣﻴﻤﻬﺎ، موضحاً ﺃﻥ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺪ ﻳﺴﻌﻰ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ قطع ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺇﻟﻰ ﺇﺷﻐﺎﻝ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﺑﻠﻘﻤﺔ ﻋﻴﺸﻬﻢ، ﻣﺆﻛﺪاً ﺃﻧﻪ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺩﺭﻋﺎ والقنيطرة ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻮﻓﺮﺓ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ.
بدوره، قال علي الصلخدي محافظ درعا الحرة سابقاً، إن نظام الأسد يحاول إذلال أهالي درعا ليس فقط عبر مادة الخبز بل بأي شيء يستطيع فعله لينتقم من الأهالي في مناطق الجنوب السوري.
وأضاف الصلخدي أن المواطن السوري الذي يعيش بمناطق سيطرة نظام الأسد مذلول بالحملات الأمنية والحصول على مادة الغاز ورغيف الخبز، منوهاً إلى أن صوامع نظام الأسد مليئة بالقمح والدقيق، ولكن هذا أسلوب مخابراتي أمني يتبعوه مع الناس، حسب وصفه.
وذكر الصلخدي قائلاً: ’’أنهم يحاربون الناس بكل شيء، فأزمة الغاز أصبحت معروفة للقاصي والداني، وهناك محتكرين يستغلون بؤس حال الأهالي ومعرفة شبيحة يدعمونهم ليرفعوا سعر الجرة الواحدة إلى 8 آلاف ليرة سورية وكأنها في مناطق محاصرة وليست مناطق نظام الأسد الذي ادعى ووعد الأهالي بعد سيطرته على الجنوب تأمين كل شي ومنها مادة الغاز والمحروقات والخبز كونها أساسيات الحياة‘‘.
وأشار الصلخدي إلى أن هذه الطريقة هي أحد أساليب النظام لإشغال الأهالي عن كل شي متعلق بالثورة وإشغالهم فقط بأمور الحياة الأساسية كـ رغيف الخبز والغاز، ليكون همّ الأهالي هو البحث عن قوت يومهم فقط.
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻷﺳﺪ قد ﺳﻴﻄﺮﺕ على الجنوب السوري ﺑﻌﺪ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺤﺮ اتفاقيات تسوية ﻣﻊ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺪ برعاية روسية، ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻨﻬﺎ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺪ في أيلول/ سبتمبر سنة 2017، ﻣﺪﻋﻮماً ﺑﺎﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺤﺮﺑﻲ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ.
عذراً التعليقات مغلقة