ياسر محمد – حرية برس
قال صحفيون ومحللون إن الانسحاب الأميركي من سوريا قد يؤدي إلى حصول اشتباك بين الدول الضامنة لمسار “أستانا” (تركيا وروسيا وإيران)، وعزوا ذلك إلى تضارب المصالح وتوسع الأطماع في المنطقة التي باتت خالية من سيطرة إقليمية أو دولية مؤثرة.
ورأى أصحاب هذا الرأي أن لتركيا الآن اليد العليا في المنطقة، خصوصاً بعد تلقي تركيا دعماً كاملاً من واشنطن، تجلى بقول الرئيس الأميركي للرئيس التركي: “سوريا لك.. نحن انتهينا”، وفق ما نقلت وكالات الأنباء العالمية مؤخراً.
أما على الأرض؛ فالموقف يتجلى بالحشود العسكرية التركية على طول الحدود، والتنسيق مع واشنطن في قضية منبج، بعيداً عن شركاء “أستانا”، حيث أكد وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، اليوم الثلاثاء، أن تركيا والولايات المتحدة اتفقتا على استكمال اتفاقهما بشأن مدينة منبج بالتزامن مع استكمال الانسحاب الأمريكي من سوريا.
وبموجب خارطة طريق منبج، اتفقت تركيا والولايات المتحدة على انسحاب ما يسمى “وحدات حماية الشعب” الكردية بالكامل من المدينة.
وفي تصريح آخر يؤكد نية تركيا التوغل قدر الإمكان شرقي الفرات، قال أوغلو إن “تركيا تملك القوة التي تمكنها من القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا بمفردها”.
تصريحات تشاووش أوغلو التي تزامنت مع وصول القائد العسكري لعملية عفرين إلى الحدود السورية التركية، خفف أوغلو من وطأتها بالقول في لقاء مع وسائل الإعلام، حسب قناة “سي إن إن ترك”: “أعتزم زيارة روسيا في الأيام المقبلة لبحث عملية انسحاب القوات الأمريكية من سوريا”، مؤكدا أن العلاقات بين تركيا وروسيا تسير بشكل إيجابي.
كما وجه أوغلو رسالة للفرنسيين بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإبقاء على قوات بلاده في منطقة شرق الفرات، وقال أوغلو في هذا الصدد: “ماكرون أكد أن قواته ستبقى في سوريا وإذا كان بقاؤها سيخدم مستقبل سوريا فلا مشكلة، ولكن إذا كان هدفها حماية وحدات حماية الشعب فإن ذلك لا جدوى منه”.
محللون أتراك رأوا أن الموقف التركي يستمد قوته حالياً في منطقة شرقي الفرات من التفويض الأميركي لتركيا، حيث اعتبر ترامب أن تركيا ستحل مكان الولايات المتحدة في المنطقة، وهو ما يمنحها قوة إضافية في مواجهة “الحليفين” المتحفزين للسيطرة على المنطقة (روسيا وإيران)، خصوصاً وأن تصدي أنقرة لملف “تنظيم الدولة” سيمنحها دعماً دولياً وغطاء يمكن أن يوصلها إلى أقصى البادية السورية وإلى الحدود السورية العراقية، حيث تسيطر هناك إيران وميليشياتها.
أما على الصعيد السياسي وفيما يتعلق بمستقبل سوريا، فإن التفويض الأميركي يدعم أنقرة في ملفي “اللجنة الدستورية” و”إعادة الإعمار”، حيث يمكن لتركيا إعادة التفاوض في الملفين وفق شروط جديدة تمليها المعادلات الجديدة على الأرض، وهو ما كان سائداً في الحالة السورية، إذ إن المعادلات السياسية ارتبطت بشكل دائم بتغير السيطرة العسكرية على الأرض.
عذراً التعليقات مغلقة