حرية برس:
وصل ’’باتريك كامايرت‘‘ رئيس بعثة المنظمة الدولية لمراقبة وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة اليمنية، اليوم السبت، إلى مطار عدن.
ونقلت وكالة ’’رويترز‘‘ عن مصدر أممي وصول المراقب، موضحاً أن “كامايرت” جنرال هولندي متقاعد، سوف يتجه إلى صنعاء بعد اجتماعه بمسؤولين حكوميين في عدن، وبمن ثم إلى مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر.
وقد وافق مجلس الأمن الدولي، بالإجماع، على نشر فريق دولي لمراقبة وقف إطلاق النار في منطقة الحديدة في اليمن، وذلك بعد أيام من الخلافات بين الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا.
وفوض مجلس الأمن المؤلف من 15 بلداً، الأمين العام للأمم المتحدة ’’أنطونيو جوتيريش‘‘، مساء الجمعة، بنشر فريق مدة شهر مبدئياً لمراقبة ودعم وتسهيل تنفيذ الاتفاق بين الطرفين، وتتمثل مهمته في مراقبة وقف إطلاق النار والمساعدة في تنفيذه.
كما طُلب من ’’جوتيريش‘‘ تقديم مقترحات بحلول نهاية الشهر الجاري بشأن عمليات المراقبة الأساسية لوقف إطلاق النار، وإعادة نشر قوات الطرفين، ودعم إدارة وتفتيش موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، إضافة إلى تعزيز وجود الأمم المتحدة في محافظة الحديدة، كما يطالبه القرار الدولي بتقديم تقرير أسبوعي إلى مجلس الأمن بشأن تنفيذ القرار.
ويدعو القرار الحكومة اليمنية وميليشيا الحوثي إلى إزالة العقبات البيروقراطية أمام تدفق الإمدادات التجارية والإنسانية بما في ذلك الوقود، وضمان الأداء الفعال والمستدام لجميع موانئ اليمن.
وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة طلبت التنديد بإيران بسبب انتهاك حظر الأسلحة على اليمن، لكنها قوبلت باعتراض روسي، فيما تنفي إيران الاتهامات الموجهة لها بخصوص تزويد ميليشيا الحوثي بالسلاح.
وخاطب الدبلوماسي الأمريكي ’’رودني هانتر‘‘ المنسق السياسي لبعثة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، مجلس الأمن عقب التصويت بقوله: ”نتمنى في الأيام المقبلة ألا تقضي الصواريخ أو الأعمال الإيرانية الشريرة على وعد السلام وتعيدنا إلى ما كنا عليه سابقاً“.
وقالت مندوبة بريطانيا الدائمة لدى الأمم المتحدة ’’كارين بيرس‘‘، للمجلس عقب التصويت، ”من الضروري أن تلتزم الأطراف بتعهداتها“.
ودارت مشاحنات في المجلس حول النص الذي أعدته بريطانيا منذ يوم الإثنين، وفي خطوة غير معتادة طرحت الولايات المتحدة، غير الراضية عن الجهود البريطانية، نسخة خاصة بها يوم الخميس الماضي، وجرت العادة على أن تقترح الدول تعديلات على المسودة بدلاً من طرح نص خاص.
ولدى سؤالها عن المفاوضات مع الولايات المتحدة، قالت ’’بيرس‘‘ للصحفيين: ”هذا ما ينبغي أن تكون عليه الدبلوماسية، لذلك أنا سعيدة أنها نجحت في هذه المناسبة“.
ويعكس النص الذي وزعته الولايات المتحدة على أعضاء المجلس، الصياغة البريطانية التي تركز على اتفاق وقف إطلاق النار وتجيز دعم الأمم المتحدة، إلا أن واشنطن أزالت البنود المتعلقة بالأزمة الإنسانية، فيما أبقى النص الذي أقره المجلس يوم أمس الجمعة بعضاً مما طرحته بريطانيا بشأن أزمة المساعدات.
وبعد محادثات سلام استمرت أسبوعاً برعاية الأمم المتحدة في السويد، وافقت مليشيا الحوثي المتحالفة مع إيران والحكومة اليمنية المدعومة من السعودية على وقف القتال في مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر وسحب كل القوات، وبدأ سريان الهدنة يوم الثلاثاء الفائت.
وتُعد الحُديدة، التي تبعد 140 كيلومتراً غرب العاصمة صنعاء، رابع أكبر مدينة في اليمن، وقد كانت مركزاً اقتصادياً رئيساً قبل أن تسيطر عليها ميليشيا الحوثي في عام 2014.
وبفضل الموانئ الموجودة فيها، تعتبر المدينة شرياناً حيوياً لثلثي الشعب اليمني تقريباً، الذي يعتمد بصورة شبه كاملة على الواردات من الغذاء والوقود والدواء.
ودفع الصراع في اليمن البلاد إلى حافة المجاعة، وبات الملايين يعتمدون على المساعدات الغذائية، وقد كانت أكثر من 80% من واردات اليمن تدخل عبر ميناء الحديدة، لكن ذلك تباطأ بشكل جوهري.
وتجدر الإشارة إلى أن التحالف الذي تقوده السعودية تدخل في اليمن في عام 2015 لدعم قوات الحكومة اليمنية، واتهمت الأمم المتحدة ودول غربية التحالف بقتل عدد كبير من المدنيين بينهم أطفال.
- وكالات
عذراً التعليقات مغلقة