حرية برس:
رجحت مصادر دبلوماسية غربية وعربية تصاعد وتيرة القتال بين الثوار في سوريا وقوات الأسد وحلفائها الروس والإيرانيين في ظل تعثر جهود دبلوماسية دولية لإطلاق جولة جديدة من المفاوضات في جنيف.
وقالت مصادر دبلوماسية عربية لمراسل “حرية برس” في باريس أن المعارك الأخيرة التي أطلقتها كتائب الثوار والفصائل افسلامية في حلب واللاذقية جاءت على خلفية فشل الجهود الدولية لتثبيت وقف إطلاق نار تمهيداً لإطلاق جولة مفاوضات جديدة من مباحثات السلام.
وأفادت المصادر الدبلوماسية أن تعنت الإيرانيين ونظام الأسد ورفضهم تقديم تنازلات من شأنها تحريك المسار السياسي قبل موعد (آب/ أغسطس) الذي حددته المجموعة الدولية الخاصة بسوريا للوصول غلى تشكيل هيئة حكم انتقالي، دفعت فصائل الثوار إلى تحريك الجبهات رداً على رفض نظام الأسد وحلفائه الاستجابة لمتطلبات إنجاح العملية السياسية.
وقد أقرت باريس وموسكو بتعثر جهود إحياء المفاوضات بين أطراف النزاع والعجز عن وقف القتال لتعبيد الطريق لاستئناف المفاوضات السورية التي ترعاها الأمم المتحدة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت في المؤتمر الصحافي عقب غداء عمل جمعه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن “الأمور الآن في نفق مسدود. ومن العاجل الآن، أن تتحسن الأوضاع الميدانية في سورية لخلق أجواء ملائمة من أجل استئناف المفاوضات، ليس هناك أي حل آخر”.
ورد عليه لافروف بالقول “الأمور كلها ليست على عاتق الروس. نحن ندعو كل الأطراف المعنية بالنزاع السوري إلى الضغط على حلفائها في الميدان. وسوف تُحل المشاكل عندما يُقنع شركاؤنا الغربيون حلفاءهم المعتدلين بالانسحاب من مواقع جبهة النصرة”.
وكرر لافروف دعوته “الدول الغربية إلى الضغط على مجموعات المعارضة السورية، لكي تقطع علاقاتها مع تنظيم “جبهة النصرة”، فيما أعلن آيرولت أعلن عشية لقائه لافروف عزمه الطلب من نظيره الروسي بالضغط على النظام السوري لوقف الغارات الجوية التي تقتل آلالاف السوريين خاصة في حلب.
لكن الطلب الفرنسي لم يجد آذانا صاغية عند الجانب الروسي الذي يعتبر “جبهة النصرة” تنظيما “إرهابياً” ويشارك في الغارات التي يقوم بها النظام السوري على مواقعه.
ومن جهته قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا أمام مجلس الأمن أمس الأربعاء إن موعد انعقاد الجولة المقبلة من محادثات السلام السورية التي ترعاها الأمم المتحدة لم يتحدد حتى الآن مضيفا أنه ما من فائدة ترجى من الحديث دون توفر تأكيدات على حدوث تقدم.
وانهارت الجولة الأخيرة من مباحثات السلام بين الحكومة السورية والمعارضة في نهاية أبريل نيسان الماضي بينما كثفت قوات الأسد بدعم روسي هجومها على مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في مدينة حلب الشمالية.
وقال دي ميستورا للصحفيين بعد حديثه أمام مجلس الأمن المكون من 15 عضوا عن عمله للتوصل لحل تفاوضي للحرب الأهلية الدائرة منذ خمس سنوات “لم أقترح.. أي موعد محدد في يوليو.” وأضاف “لا أزال أتطلع لموعد في منتصف يوليو.. لكن ليس بأي ثمن وليس بلا ضمانات.”
وتابع “حين تعقد مؤتمرا أو تجري مباحثات فإنك تريد أن تضمن توفر فرص جيدة للنجاح. عقد مؤتمر هكذا لمجرد عقده شيء لا يرغب به أحد. يمكننا أن نفعل ذلك غدا إذا شئنا.”
وانهار بدرجة كبيرة اتفاق “وقف الأعمال القتالية” الذي جلب الهدوء في معظم أنحاء سوريا على مدى شهرين واستؤنفت الحرب في الكثير من المناطق.
وتدور مفاوضات الانتقال السياسي حول مستقبل بشار الأسد الذي تدعمه روسيا وإيران لكن حكومات غربية وخليجية تريد رحيله.
وقال المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت للصحفيين إن الظروف غير متوفرة لعقد جولة جديدة من المباحثات.
عذراً التعليقات مغلقة