حرية برس:
استنكر الاتحاد الأوروبي قرار ’’كوسوفو‘‘ بسبب تصويت البرلمان لصالح تأسيس جيش كامل، ويخشى المراقبون من أن تؤدي هذه الخطوة إلى إشعال فتيل التوتر الاثني في المنطقة في ظل تصاعد التوترات إلى الذروة بين الجارتين.
وانتقد الاتحاد الأوروبي، بسبب إقرار قوانين لتحويل قوات الأمن الحالية بالبلاد إلى جيش نظامي.
وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية إنه ’’لا يزال الاتحاد الأوروبي مثل حلف شمال الأطلسي (ناتو)، يؤمن بوجهة النظر القائلة بأنه يجب تغيير سلطة (قوات أمن كوسوفو) من خلال عملية شاملة وتدريجية وفقا لدستور كوسوفو‘‘.
ووافق برلمان جمهورية كوسوفو على تشكيل جيش قوامه 5000 جندي، وذلك بعد مرور أسبوع على إشارة رئيس وزراء صربيا إلى أن تلك الخطوة يمكن أن تدفع بلاده إلى تدخل عسكري.
وأشادت الولايات المتحدة بالخطوة، التي جاءت يوم الجمعة 14 كانون الأول/ديسمبر بعد 20 عاماً من انتفاضة ألبان كوسوفا على الحكم الصربي وبعد 10 سنوات من الاستقلال، ووصفتها بأنها تاريخية لكن حلف شمال الأطلسي انتقدها قائلاً إنها لا تساعد جهود تخفيف التوتر بين كوسوفا وصربيا.
ويسمح دستور كوسوفو بتشكيل جيش وطني، لكن لم يكن هناك أي إجراء في هذا الاتجاه لسنوات، بينما كانت البلاد تسعى دون جدوى للحصول على موافقة الأقلية الصربية فيها.
واستنكر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ’’ينس ستولتنبرغ‘‘، قرار كوسوفو بإنشاء جيش، مشيراً إلى أن الحلف سيعيد مراجعة مستوى التعاون مع كوسوفو.
وقال ’’ستولتنبرغ‘‘ في بيان، اليوم الجمعة، ’’يؤسفني أن هذا القرار اتخذ على الرغم من المخاوف التي أعرب عنها الناتو، بالرغم من أن انتقال قوات الأمن في كوسوفو من حيث المبدأ مسألة تقررها كوسوفو، فقد أوضحنا أن هذه الخطوة غير مناسبة‘‘.
وأضاف الأمين العام للحلف ’’سيتعين على الناتو إعادة النظر في مستوى مشاركة حلف الناتو مع قوات الأمن في كوسوفو‘‘.
وتابع ستواتنبرغ قائلاً: ’’أكرر دعوتي لكل من بريشتينا وبلغراد إلى التزام الهدوء والامتناع عن أي بيانات أو أعمال قد تؤدي إلى تصعيد الحوار الذي يرعاه الاتحاد الأوروبي بين بلغراد وبريشتينا هو الحل السياسي الدائم الوحيد للمنطقة‘‘.
وقد وافق 105 نواب في البرلمان المكون من 120 مقعداً، على تشريع إقامة الجيش الذي يقضي بتحويل قوة الأمن خفيفة التسليح التي تشكلت أساساً لمواجهة الأزمات والدفاع المدني وإزالة مخلفات حرب التسعينيات، إلى جيش. فيما قاطع التصويت 11 نائباً يمثلون الأقلية الصربية في كوسوفا.
وتقع كوسوفو دولة تقع جنوب شرق أوروبا (منطقة البلقان) تحدها مقدونيا من الجنوب الشرقي وصربيا من الشمال الشرقي والجبل الأسود من الشمال الغربي وألبانيا من الجنوب وعاصمتها بريشتينا، ويشكل الألبان نحو 90% من سكانها البالغ أقل من مليوني نسمة، نحو 95% منهم مسلمون.
وفي 17 شباط (فبراير) 2008 أعلن برلمان كوسوفو بالإجماع استقلالها مع إعلان برشتينا عاصمة لها واعترفت 108 دول بهذا الاستقلال فضلاً عن مؤسسات وهيئات دولية عدة.
- وكالات
عذراً التعليقات مغلقة