كشفت بعض الصحف الأمريكية أن البيت الأبيض صرف مبالغ من المال لترغيب شبكة الإذاعة العامة للولايات المتحدة (أن بي آر) لمنع نشر أخبار النشاط العسكري النووي الإيراني وترويج الاتفاق النووي، ضمن مجموعة من الفضائح التي واصلت بعض وسائل الإعلام في أمريكا نشرها، ومنها دفع مبالغ كبيرة من قبل شركة بوينغ للسفير الأسبق للولايات المتحدة في إسرائيل والأمم المتحدة، توماس بيكرينغ، بهدف إقناع أعضاء الكونغرس لتمرير الاتفاق النووي.
وأفادت صحيفة «نيويورك بوست» في تقرير عنونته «الحيل القذرة للصفقة مع إيران لن تنتهي أبداً» أن صندوق بلاوشيرز الذي تتمثل مهمته في بناء عالم آمن من خلال تطوير المبادرات والاستثمار فيها للحد من الأسلحة النووية والقضاء عليها في العالم، دفع 100 ألف دولار لشبكة الإذاعة العامة للولايات المتحدة (أن بي آر) حتى تنشر أخبار إيجابية وواعدة عن نتائج المفاوضات النووي وتصور للرأي العام الأمريكي أن الاتفاق النووي يصب في صالح الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات مساعد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي، بن رودز، حول نشاط «غرفة الصدى» التابعة للبيت الأبيض التي أدت إلى كشف تورط الإدارة الأمريكية في فضيحة تضليل الرأي العام في الولايات المتحدة حول الاتفاق النووي من خلال وسائل الإعلام، وكتبت أنه وحسب الوثائق التي تم الكشف عنها حتى الآن، تم صرف تلك المبالغ التي دفعها صندوق بلاوشيرز، من خلال «غرفة الصدى» في البيت الأبيض. وأوضحت أنه وحتى بعد تأكد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعثورهم على وثائق وحيثيات تبثت تنفيذ إيران اختبارات نووية بهدف الصنع القنبلة الذرية، حاولت إدارة أوباما أن تقلل من أهمية هذا الخبر من خلال بعض وسائل الإعلام الأمريكية، وأنها لم تسمح لباقي الإعلام أن يتحدث عن النشاط العسكري النووي الإيراني بالشكل المطلوب.
وأكدت «نيويورك بوست» أن باراك أوباما والفريق المفاوض الأمريكي كان على علم كامل بتفاصيل المحاولات الإيرانية لصنع القنبلة الذرية، وأنهم غض الطرف عنها، ومضيفةً أن الإدارة الأمريكية اكتفت بوضع بند في الاتفاق النووي فقط يؤكد على الزام طهران بالشفافية حول نشاطها النووي دون أي آليات تنفيذية بهدف توقيع الصفقة النووية مع إيران.
وانتقدت الصحيفة بشدة وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بسبب ما وصفته بتطميناته الفاضية حول عقد صفقات تجارية كبيرة من دول داعمة للإرهاب كإيران، وأنه التعامل معها لن يحدث أي مشكل للأمن والاستقرار.
ولفتت إلى أن الرشاوى التي دفعتها شركة بوينغ لتوماس بيكرينغ لتمرير الاتفاق النووي في الكونغرس ودوره المؤثر في إقناع الدبلوماسيين الأمريكيين خلال فترة المفاوضات النووية، أعطت ثمارها، وأن بوينغ عقدت صفقة تاريخية مع طهران بسعر 25 مليار دولار.
وتجدر الإشارة إلى أن موقع «دايلي بوست» كشف أن شركة بوينغ دفعت مبالغ كبيرة للدبلوماسي الأمريكي المخضرم وسفير واشنطن الأسبق لدى تل أبيب والأمم المتحدة لدعم المفاوضات النووية مع إيران في الإعلام وتمرير الاتفاق النووي في الكونغرس، وأن توماس بيكرينغ هو أحد مستشاري المجلس الوطني للإيرانيين الأمريكيين المعروف بـ«ناياك» وهو اللوبي الأقوى يعمل لصالح الجمهورية الإسلامية في الولايات المتحدة.
وأكد التقرير أن شركة بوينغ دفعت مبالغ كبيرة لهذا الغرض تفوق 495 ألف دولار.
* المصدر: “القدس العربي”
عذراً التعليقات مغلقة