من أبجدية الحرب
شعر: سليمان نحيلي
الحرفُ الأوّل
الأولادُ متفرقونَ
في شتّى أنحاء الدّنيا ..؟
قلبُ الأمّ غدا
خارطةً للعالمِ…
الحرف الثّاني
في المخيّم
يتوارثُ اللاجئونَ الرّملَ والشّمسَ
منذ سبعِ سنين..
في المخيّم
رأيتُ بشراً تطرقُ بابَ اللهْ
تقولُ:
تعبنا .. تعبنا يا ربّاه ..
الحرف الثّالث
أرملةٌ في العشرينَ أنا
وما لي بزُليخةَ صلةٌ
الذّئابُ تُشهرُ لعابها
وتراوغُ حولي..
ما ظلّ لي سوى الجدار آمَنُ لهُ..
لكنّ الحربَ لم تتركْ جداراً
على قيدِ الهواءْ…
الحرف الرّابع
يدٌ مبتورةٌ بين الأنقاضِ
يشربها الغبارُ والدّم والذّبابُ
إنّها يدها…
نعم يدها
سلوى تلميذتي الّتي كانت تكتبُ الواجبات المدرسيّة
على المقعدِ ..
أجل يدها..
أعرفها من الشّامَتينِ
على ظاهرِ اليدِ..
الحرف الخامس
– تُراكِ نسيتِ موعد القهوةِ لهذا المساءِ؟
= لا لكنَّ ذئبةَ المسافاتِ
لم تتركْ لنا متسعاً ..
– أضيفي إذن لقاءَنا
إلى مواعيدِ الوطنِ المؤجّلةِ
سأنتظركِ…
فربما تنتهي الحربُ
ونلتقي..
الحرف السّادس
حينَ تفتّتَ بابُ بيتهِ بقذيفةٍ .. حَزِنَ
لا ..لأنهُ خسرالبابْ ..
لكن لأنهُ؛
لم يعد قادراً أن يُغلق خلفه البابَ
كي يبكي وحده…
الحرف السّابع
وطني حكايةٌ
رُواتُها كُثُرُ
ياحبرُ .. ياحبرُ
أَعنِّي حتى آخرِ السّردِ
فالحديثُ يطولُ
لم يكن في نيَّتي
أنْ أُوَاري كل هذا الحزنِ خلفَ حروفي..
لكنَّ رؤيايَ ملبّدةٌ بالدماء ِ
والبلادَ أُفولُ..
الحرف الثّامن
ألِفٌ
باءٌ
تاءٌ
ثاءْ
ما زالَ هناكَ الكثيرُ منَ الأحزانِ يا وطني
حتى نُدركَ حرفَ الياءْ …
عذراً التعليقات مغلقة