رأي حرية
كسابقاتها من جولات التمييع والمماطلة والتحاذق، انتهت الجولة الحادية عشر من محادثات العاصمة الكازاخية أستانا دون نتائج واضحة تذكر، وعود وتطمينات تخفي ما تخفيه من أحاديث وتنازلات باسم الشعب السوري.
المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أعلنها صراحة هذه المرة؛ أستانا 11 فشلت في تشكيل لجنة دستورية كانت محور حديث المجتمعين هناك، إلى جانب ملف المعتقلين والمختفين قسراً في سجون الأسد. وهي آخر الجولات التي تتم في عهدة دي ميستورا قبل تسليم مهامه إلى خلفه غير بيدرسون.
إلا أن هناك من “المعارضة” من لا يزال مصراً على بيع الوهم للسوريين، أحمد طعمة رئيس الوفد المفاوض باسم المعارضة، خرج من الجولة متحدثاً عن “إنجازات” تتعلق بتشكيل اللجنة التي أعلن دي ميستورا فشل تشكيلها.
تصريحات طعمة الأخيرة التي لا يلقي لها السوريون بالاً، تكشف حجم مأساة السوريين ومعضلتهم، بتحول وظيفة ممثليهم إلى وسطاء لدى الدول الفاعلة، مهمتهم إقناع السوريين بسياسات تلك الدول، والالتفاف على تطلعاتهم، بدل تمثيلها والعمل على تحقيقها في تلك المحافل.
أما فيما يتعلق باللجنة الدستورية فالحديث يطول، إن كان لجهة أنها بدعة روسية تم تفصيلها في أستانا والكشف عنها في “سوتشي”، الذي رفضت هيئة التفاوض حضوره لما صاحبه من رفض شعبي، ومن ثم وافقت على مخرجاته المتمثلة بتشكيل اللجنة، وإصرار هؤلاء المعارضين على تصويرها كإنجاز وحل لمعاناة الشعب السوري، بل واتهام نظام الأسد بعرقلته!
وفيما يواصل طعمة وأمثاله تخدير السوريين بالأوهام، يواصل الأسد وأجهزته القمعية قتل ما تبقى من معتقلين في السجون، ويعلن عن وفاة معتقلين آخرين وفق “ظروف طبيعية”، في وقت تحتكر دوامة أستانا قضيتهم كملف قابل للتفاوض، ويموت شعب ثار لأجل كرامته وفشل بإيجاد من يثمنها.
عذراً التعليقات مغلقة