وليد أبو همام – حرية برس:
لطالما كان نهر العاصي رمزاً لمدينة حماة وخاصةً نواعيره الخشبية التي مازالت تدور حتى يومنا هذا، حيث كانت تستخدم قديماً للسقاية في الأراضي الزراعية، أما اليوم أصبحت مزاراً يأتي إليه الناس من كل مكان.
وفي السنوات الأخيرة وبسبب قلة الأمطار انخفض منسوب المياه في النهر حتى توقف عن الجريان بشكل كامل، إلا أن المشكلة لم تكن في إنقطاع مياه النهر، بل بدأت تظهر أكوام من النفايات في قاعه معلناً عن كارثة حقيقية ستلحق بالمدينة، لا سيما أن مجرى النهر يمر داخل المدينة فقد تأثر معظم سكانها من هذا الأمر.
ويقول ’’حسن‘‘ أحد سكان مدينة حماة لحرية برس، إن ’’انقطاع مياه النهر هي أحد أسباب هذه الظاهرة المنتشرة، فقد كانت المياه تعمل على تنظيف المجرى رغم كثرة الأوساخ فيه، لكن حالياً بدأت الأوساخ تتراكم وتتجمع في المجرى مسببةً روائح كريهة بدأ الناس يعانون منها وخاصةً القاطنين بجوار النهر‘‘.
فيما وضع ’’باسل‘‘ اللوم على الناس بشكل رئيسي وذلك لأن معظمهم يقومون برمي الأوساخ في النهر وخاصةً في منطقة الأربع نواعير والتي تتواجد فيها العديد من المطاعم والمقاهي، حيث تعتبر متنزهاً للناس، أما اليوم فقد أصبحت مكاناً مليئاً بالأوبئة، فضلاً عن القذارة والرائحة الكريهة.
من جانبه، حمّل ’’أبو خالد‘‘، المحافظة كامل المسؤولية عما وصل إليه حال النهر وذلك لأن مجاري الصرف الصحي تصب في النهر، ومع انقطاع مياهه أصبح عبارة عن مجرى للصرف الصحي، ناهيك عن الأوساخ التي ترمى فيه وكان الأجدر بالمحافظة أن تقوم بتنظيف مجرى النهر بدل أن تنتظر عودة جريان المياه، حسب وصفه.
كما لم يقف الأمر عند المنظر المزري للنهر أو روائحه الكريهة، بل بدأ سكان المدينة يلاحظون إنتشار الحشرات بشكل كبير، مما يهدد بنقل الأمراض إليهم، فيما يقول البعض إنه أصبح يتجنب المرور بقرب النهر لأن الروائح لم تعد تحتمل، وخوفاً مما قد يسببه من أمراض، إلا أن مرور النهر من وسط المدينة يجعل تأثيره على عدد كبير من السكان.
ويرى الكثير من سكان مدينة حماه أن ما أوصل النهر لهذا الحال هو استهتار الأهالي ورمي الأوساخ فيه وعدم إهتمامهم بنظافته وتحويله إلى مجرى للصرف الصحي وإهمال مسؤولي المحافظة وإطلاقهم للوعود بتحويل الصرف الصحي عن النهر وتنظيفه أو إطلاق جزء من المياه المحجوزة خلف سد الرستن، ولكن كل ذلك لن يكون له فائدة ما دام الصرف الصحي يصب في النهر، والناس ترمي كل شيء فيه، حيث أن إطلاق مياه النهر لن تكون إلا حلاً مؤقتاً وستعود المشكلة من جديد بعد إنقطاع المياه.
وبحسب البعض، فأنه لماذا لا تعالج المشكلة من جذورها بينما تقوم المحافظة بالكثير من الأعمال والتي ليست بأكثر أهمية من هذا الموضوع والذي يمس حياة الكثير من الناس، ويعد النهر مرآة للمحافظة يعكس كمية الإهتمام بخدمات الناس وحياتهم.
عذراً التعليقات مغلقة