مصطفى أبو عرب – حرية برس:
يقع موقع ’’حورتة‘‘ الأثري شمال مدينة أفاميا بمدينة حماة، بنحو 15 كم، وسميت القرية نسبة لاسم الموقع، ويتميز هذا الموقع بكونه أحد أهم 5 مواقع أثرية في العالم، ويعود ذلك لاسباب عدة منها الآثار الموجودة التي تمتد عبر ثلاث حقب زمنية من العصر الروماني والبيزنطي وبينهما العصر الوسيط، ويعود تاريخ الموقع الى القرن الثاني قبل الميلاد.
وتعيش ’’حورتة‘‘ حرب جديدة تمر على سوريا مهد الحضارات، غاب عنها السياح والمهتمون بالآثار، وعن المعبد الروماني الأثري والكنيسة البيزنطية ورسومات الآلهة مترا.
وأفاد الأستاذ ’’خاطر المحمود‘‘ لحرية برس، أنه ’’تعود أهمية الموقع التاريخية لكونه يعود إلى 200 عام قبل الميلاد إلى العصر الروماني، والوسيط والعصر البيزنطي، حيث تم اكتشاف هذا الموقع من قِبل البعثة الفرنسية في عام 1970م، والبعثة البولونية عام 1993م، كما تم اكتشاف “معبد مِترا”، الذي يعد خامس معبد في العالم من حيث الأهمية التاريخيّة، وكنيسة بولوس المهمة جداً بالمنطقة‘‘.
وأضاف المحمود أنه اكتشفت كنيسة ’’بولوس‘‘ من قبل بعثة فرنسية في عام 1970م، وهي من طراز “بازيليك” أرضيتها من الفسيفساء، حيث أن كل عهد يقوم بكساء الأرضية بالفسيفساء حتى أصبحت فيما بعد ثلاث طبقات، كما أنه اكتشفت بعثة التنقيب البولونية في عام 1993م تحت الكنيسة، معبد روماني تم تغطية جدرانه بالطين الملون.
بدوره، قال الحاج ’’أبو ماجد‘‘، إن ’’آثار حورته اطلّعت عليها بعثات فرنسية وبلجيكيّة في السبعينات، واكتشفوا الكثير من اللوحات الفسيفسائية الثمينة وجمعوها وحمّلوها إلى متحف حماة الوطني، والآثار حتى الآن على ما هي عليه، ولم يسمح لأحد باللعب بها وتخريبها كي تبقى المعالم كما هي عليه حتى يومنا هذا‘‘.
وأشار إلى طائرات نظام الأسد ومدافعه أبت إلا أن تقتل التاريخ والحضارة، فقد قامت باستهداف الآثار وتدمير وتحطيم قسم كبير منها، بالإضافة إلى دمار كنيسة أثرية بشكل كامل بسبب القصف الجوي الذي تعرضت له، حيث أن النظام لم يعد يهتم بها بسبب خضوعها لسيطرة الثوار.
يشار إلى أن الموقع الأثري لم يزره السيّاح منذ انطلاقة الثورة السورية، بسبب قصف طائرات نظام الأسد ومدفعياته من الحواجز المحيطة، حيث كان يمر على هذه القرية العديد منهم، ولكن منذ أكثر من سبعة أعوام لم يزرها أحد، فالنظام لم يميز بين المساجد والمشافي والكنائس والأماكن الأثرية، فقد دُمرت الكثير من المعالم الهامّة في سوريا، ومن المهم ذكره أن سوريا كانت تعد من أغنى البلدان بالمعالم السياحية والأثرية، إلا أن وحشية وإجرام الأسد أبت إلا أن تدمِّر المعالم الأثرية الجميلة فيها، ولم يبقى منها سوى صور في الذاكرة.
عذراً التعليقات مغلقة