من يقف وراء هجوم الأحواز؟

فريق التحرير22 سبتمبر 2018آخر تحديث :
الهجوم استهدف منصة عرض عسكري أقيم بمناسبة ذكرى اندلاع الحرب مع العراق عام 1980 (الأناضول)

ياسر محمد – حرية برس  

قُتل 24 عنصراً من الحرس الثوري الإيراني وجُرح آخرون في هجوم شنه مسلحون، صباح اليوم السبت، واستهدف عرضاً عسكرياً في إقليم الأحواز “خوزستان” بإيران، في أول حادثة من نوعها منذ سنوات، جاءت في ظل ظروف اقتصادية وسياسية صعبة للغاية تعيشها إيران.

وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، قال بعد الهجوم إنّ إيران “سترد بسرعة وحسم” على الهجوم الذي استهدف مدينة الأحواز، جنوب غربي البلاد، وخلف 11 قتيلاً (في إحصائية أولية).
وأضاف في تغريدة عبر “تويتر” أنّ الرد الإيراني سيكون “من أجل الدفاع عن أرواح الإيرانيين”، لافتا إلى وجود أطفال بين الضحايا.
وفي السياق، اتهم “ظريف” عملاء نظام أجنبي (لم يحدده) بتنفيذ الهجوم في الأحواز.
وتابع: “الإرهابيون تم تجنيدهم وتدريبهم وتسليحهم وتمويلهم من قبل نظام أجنبي”.
وأردف قائلا: “إيران تحمّل رعاة الإرهاب الإقليميين وقائدتهم الولايات المتحدة المسؤولية عن مثل هذه الهجمات”.
أما الناطق باسم قوات “الحرس الثوري” الإيراني، رمضان شريف، فأعلن أنّ منفذي الهجوم ينتمون إلى المنظمة الأحوازية.

تشكيك عربي

ومع محاولة إيران الترويج لوجود مدنيين وأطفال بين قتلى الهجوم، وتلميحها إلى دور لدول إقليمية (السعودية غالباً)، ردت صحف وناشطون عرب بأن الهجوم استهدف عرضاً عسكرياً، مشيرين إلى مشروعيته، ومنهم الكاتب الإماراتي عبد الخالق عبد الله، الذي كتب معلقاً في تويتر: “10 قتلى عسكريون في هجوم على عرض عسكري بمدينة الأهواز جنوب غربي إيران. الهجوم على هدف عسكري ليس بعمل إرهابي ونقل المعركة إلى العمق الإيراني خيار معلن وسيزداد خلال المرحلة القادمة”.

الناشطون السوريون والإعلام المعارض احتفى بالحادثة كونها استهدفت “الحرس الثوري” أشرس شركاء نظام الأسد في قتل السوريين وترويعهم خلال الثورة السورية، إلا أن كثيرين ذهبوا إلى أن الحادثة مفبركة وتهدف إلى إخراج إيران من مأزقها السياسي والاقتصادي وتبرير هجمات وعمليات عدائية قادمة.

المعارض السوري د. خالد خوجة كتب معقباً على الحداث: “إطلاق النار في تجمع مدني عمل إرهابي بكل المقاييس. وعملية الأهواز اليوم قُدمت على طبق من ذهب لنظام ولاية الفقيه ذريعة الإرهاب ليشوه المقاومة الشعبية في الأهواز”.

فيما رأى السيد محمد علي الحسيني، أمين عام المجلس الإسلامي العربي في لبنان، أن “الهجوم على العرض العسكري في الأحواز المحتلة يحمل بصمات المخابرات الإيرانية، وهو حادث مفبرك هدفه إطلاق يد المحتل لممارسة المزيد من القمع والبطش بقتل واعتقال المواطنين العرب في الأحواز الرافضين للخضوع للنظام الإيراني واتهامهم بالعمالة للخارج والخيانة.. معزوفة مستهلكة”. وحذر السيد الحسيني الشيعة العرب من الانجرار وراء الادعاءات الإيرانية.

ونشر الإعلامي السوري فيصل القاسم استفتاء لاستجلاء آراء الجمهور العربي حول الهجوم، وسأل القاسم: “هل تعتقد أن الهجوم الدموي على العرض العسكري في إيران مؤشر على بدء الحرب الأمريكية على نظام الملالي، أم إن الحادث من تدبير النظام الإيراني كي يظهر على أنه ضحية للإرهاب وكي يبرر إجراءات قادمة في الأحواز؟”.

تصريحات إيرانية ضد “صدام وأمريكا والسعودية”

وجاء هجوم الأحواز تزامناً مع تصعيد سياسي إيراني ضد الولايات المتحدة والسعودية، وذكر الرئيس الإيراني الولايات المتحدة بـ”النصر” على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وقال حسن روحاني اليوم السبت إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيفشل في مواجهته مع إيران مثلما فشل صدام حسين تماماً، مشيراً إلى الحرب التي دارت في الثمانينيات بين إيران والعراق ومتعهدا بألا تتخلى طهران عن صواريخها. وبمناسبة ذكرى الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988) أقامت إيران مناورات بحرية ضخمة وقالت وسائل إعلام رسمية إن نحو 600 سفينة شاركت في المناورة البحرية في الخليج العربي اليوم السبت، بعد يوم من إجراء إيران تدريبات جوية فوق الممر المائي، متوعدة “برد ساحق” ينتظر أعداء البلاد.

وفي الوقت نفسه، هاجم مسؤول إيراني السعودية، وقال مساعد رئيس مجلس الشورى الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إن المملكة العربية السعودية تقف وراء الهجوم على سفارتها في طهران بعد إعدام رجل الدين السعودي الشيعي، نمر النمر.
وفي وقت سابق، حمل خطيب صلاة الجمعة في طهران، آية الله كاظم صديقي، المملكة العربية السعودية المسؤولية عن إحراق القنصلية الإيرانية في مدينة البصرة العراقية أوائل الشهر الجاري.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل