سليم قباني – حرية برس:
’’بده يسقط وبدنا نعيش‘‘.. هكذا بدء الحديث أبو محمد في مركز خطوات الإرادة لتركيب الأطراف الصناعية بمدينة غازي عينتاب جنوب تركيا.
ويقول أبو محمد لحرية برس إنه أصيب في عام 2015 بقصف عنقودي لقوات الأسد على جبل التركمان في ريف اللاذقية، مما استدعى دخوله الى مشفى تركي.
وأضاف أبو محمد أنه لم يصحى إلا بعد 15 يوماً، حينها علم أنه تم بتر طرفه السفلي من الحوض، مع وجود مشكلة في مفصل الركبة بالطرف الأخر.
وعن حالته النفسية، قال أبو محمد، إنه عندما علم في بتر ساقه استطاع تقبل الأمر رغم الصعوبات التي واجهها حيث لم يستطع التحرك إلا بمساعدة شخص، ودام هذا الحال لأكثر من ثلاث سنوات، ولكن الآن وبعد تركيب الطرف الصناعي استطاع الاعتماد على نفسه بشكل كلي دون الحاجة لأي شخص.
من جهته، ذكر ’’علي سكران‘‘ لحرية برس، أنه أصيب في مدينة عفرين عندما كان مع قوات ’’درع الفرات‘‘، وعند تمشيط حي من أحياء عفرين انفجر به لغم واستشهد صديقه، وأصيب هو وغاب عن الوعي لمدة ساعتين، ليصحوا بعدها ويجد نفسه في طريقه إلى مشفى تركي في مدينة كلس.
وأشار علي إلى أنه بعد العملية التي أجريت له في مشفى كلس، لم يقل له أحد أن أطرافهُ السفلية قد بترت، ولم يشرح له أحد أي شيء عن وضعه الطبي إلا بعد عدة أيام، وعند تلقيه خبر البتر، شعر بالعجز التام مما حصل له، حيث لم يعد يستطيع أن يذهب لوحده إلى السوق أو أن أعمل ويشتري الدخان ويساعد عائلته، الأشياء التي كان يفعلها بمفرده.
وبعد عزلة لأكثر من 8 أشهر، استطاع أن يتواصل مع مركز الخطوات للإرادة، من أجل أن يستطيع المشي مجدداً، والآن يمشي بشكل طبيعي، بعد إنهائه للتمرين الفيزيائي الذي تلقاه.
بدوره، أوضح رئيس قسم العلاج الفيزيائي الدكتور ’’أنس الصوفي‘‘ لحرية برس، حول عمل المركز، قائلاً: ’’إن المركز يبدأ التنسيق وتجهيز المريض، قبل تركيب الطرف بشهر واحد، حيث يمكن أن تكون هناك بعض المعوقات، مثل ضعف العضلات حيث نقوم بتجهيزه لتركيب الطرف، وبعدها نأخذ مقاسات الطرف ونقوم بصنعه في معمل المركز المتخصص بصناعة الأطراف، وبعد تركيبه نقوم بمعالجة المريض فيزيائياً حيث نعلمه كيف يستطيع المشي أو الركض أو الأكل‘‘.
وتحدث الدكتور الصوفي عن الصعوبات موضحاً ذلك ’’أن أهم صعوبة يواجهها المركز هي العامل النفسي للمريض، حيث يعاني معظم المرضى من الاكتئاب، ونحاول حل هذا الموضوع في التعامل المرِح من قبل الكادر الطبي الموجود في المركز قدر المستطاع‘‘.
وبين الصوفي أيضاً أن المركز يعاني من كثرة طلبات تركيب الأطراف، حيث لم يعد يستطيع أن يستقبل هذا العدد الهائل وخاصةً أن معظمها من الداخل السوري مع وجود ضعف في تمويل المركز، حيث لا يستطيع المريض أن يدخل من سوريا إلى تركيا في أغلب الأوقات باعتبارها حالة باردة ولا تستدعي العلاج الفوري.
وبحسب المنظمة الدولية للمعوقين، يوجد أكثر من مليون ونصف المليون مصاب في سوريا، بحسب إحصاءات غير رسمية منذ اندلاع الثورة السورية حتى الآن، مع انعدام شبه تام للرعاية الطبية لهم في ظل قلة المشافي والمراكز المتخصصة في الداخل السوري وصعوبة التنقل إلى خارج سوريا لتلقي العلاج اللازم.
عذراً التعليقات مغلقة