تحدثنا في الجزء الأول عن الأدوية والاستخدام الرشيد لها واختيارها، وفي هذا الجزء نستعرض أكثر الأدوية الشائع استخدامها بطرق خاطئة.
المضادات الحيوية
المضادات الحيوية عبارة عن مواد طبيعية أو صناعية تعمل على قتل البكتيريا أو الحد من نموها، وبالتالي فهي تستخدم لعلاج أنواع معينة من الالتهابات البكتيرية.. ولا تعمل ضد الإصابات الفيروسية. (حيث أنه من المعروف أن الإصابة بالفيروس كفيروس الرشح مثلا لا يحتاج إلى المعالجة بالمضادات الحيوية) ومع ذلك وللأسف نرى أغلب الناس وعند أول عرض بسيط يلجؤون مباشرة إلى دواء “الالتهاب”.
يتم وصف الجرعة وفقا لقوّة ونوع العدوى، لذا من المهم أن تؤخذ الجرعة كاملة حتى ولو بدأت تشعر بالتحسن وإلا فمن الممكن أن يعود الالتهاب إليك مرة أخرى وعادة ما يكون أقوى ويحتاج إلى جرعات أكبر.
كما يجدر بالذكر أن سوء استعمال المضادات الحيوية يساعد على انتشار أنواع مختلفة من الميكروبات و التى تتميز بمقاومتها للمضادات الحيوية المتداولة، وهذا يؤدى إلى انتشار كثير من الأمراض الخطيرة وغير النمطية.
مسكنات الألم
إن كل مسكن له جرعة قصوى مسموح بها في اليوم الواحد، توصف المسكنات عادة لتخفيف الألم عن المريض ولكن أحيانا قد يفرط المريض في تناول تلك المسكنات والتي يجب عدم تجاوزها وإلا قد يتعرّض المريض إلى أضرار كبيرة قد تصل إلى حد التسمم والموت.
وقد يخفى على البعض أن بعض المسكنات التي تؤخذ من أجل الصداع مثلا يجب ألا يأخذها المريض أكثر من ثلاثة أيام في الأسبوع، وإلا سيصاب بما يسمى Rebound headache، وهذا يعني أنه في حال تم أخذ المسكنات لأكثر من ثلاثة أيام سوف يصاب المريض بصداع ناتج عن الدواء المسكن نفسه.
المهدئات والمنومات
توصف عادة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل حياتية معينة وأخذها بدون استشارة الطبيب له خطورة بالغة على الحياة لذلك يجب استشارة الطبيب قبل أخذ هذا النوع من الأدوية ويجب الالتزام بمواعيد أخذ الدواء وبالجرعة المحددة له من قبل الطبيب.
الفيتامينات
يلجأ البعض إلى تناول الفيتامينات بكميات كبيرة ظنّاً منه أنها تقوي الجسم وتكسبه المناعة ولكن في الحقيقة أن الإفراط في تناول بعض الفيتامينات وخصوصا فيتامين (أ) ومجموعة فيتامين (ب) وفيتامين( ج) و(حمض الفوليك) قد يؤدي إلى تراكم هذه الفيتامينات في الجسم مما قد يسبب أحيانا أضرارا كبيرا للكبد والكلية.
أدوية السعال والرشح والأنفلونزا
هذه الأدوية تحتوى على مواد قابضة للأوعية الدموية؛ لذا فإن زيادة جرعاتها أو استخدامها دون استشارة طبيب قد تؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم الشرياني خاصة لدى الأفراد كبار السن، والذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو من لديهم القابلية لذلك، كما أنها قد تزيد من حدة الذبحة الصدرية.
المنحفات وأدوية “الريجيم”
يتم إساءة استخدامها كثيراً وخاصة من قبل الفتيات المقبلات على الزواج، وطبعا أضرارها جدا خطيرة تختلف حسب آلية عملها فمثلا المنحفات التي تعتمد على التأثير على مراكز الشهية في الدماغ قد تسبب الجلطات الدماغية المفاجئة والموت، والأدوية التي تعتمد على طرد الدهون الزائدة قد تسبب خللا واضطرابا في الأمعاء، وعدم التحكم بالتغوط، بالإضافة إلى أن الفيتامينات المنحلة في الدسم ستخرج مع الدهون وهذا سيسبب نقصا فيها مما قد يؤثر على صحة الفتيات اللواتي يتهيأن ليصبحن أمهات مما يسبب لهن ضعفا وارهاقا خلال فترات الحمل والإرضاع.
ختاماً
هذه أهم وأشهر الأدوية التي يتم إساءة استخدامها، لذلك من المهم أن نحرص على ترشيد استخدام الدواء وإذا اضطررنا لاستخدامه فلا بد من استشارة الصيدلي والطبيب المختص.
عذراً التعليقات مغلقة