لكل داء دواء ولكل مرض أو علة الدواء المناسب له، فعندما نصاب بمرض ما نلجأ عادة إلى الطبيب ليصف لنا العلاج الملائم، ومن المعروف أن الأدوية عبارة عن مواد كيماوية مصنعّة ولو استخدمت في غير الغرض الموصى به قد تسبب أضراراً بالغة لمتعاطيها، لذا يجب عدم تناول أي عقار إلا بأمر الطبيب، ولكن في بعض الأحيان قد نلجأ إلى استعمال بعض الأدوية بشكل عشوائي ونحن في الحقيقة لا ندري مدى خطورة هذا الأمر على صحتنا.
تعريف الدواء
الدواء عبارة عن مركب كيميائي يتكون من مادة أو أكثر ويتم الحصول عليه من المصادر التالية:
أ: مصادر طبيعية
• النباتات: حيث توجد المادة الفعالة في جزء أو أكثر من أجزاء النبات.
• الحيوانات: تستخلص المادة الفعالة من أعضاء الحيوانات.
• المعادن: توجد المادة الفعالة أو يتم تحضيرها من المعادن.
ب: تخليقية أو مصنعة: يتم تخليقها عن طريق تفاعلات كيميائية بين مادتين أو أكثر.
ج: نصف تخليقية: يتم تخليقها من مادة حيوية مع مادة كيميائية.
الاستخدام الرشيد للدواء
يعرف الاستخدام الرشيد للدواء بحسب منظمة الصحة العالمية في العام 1985م بأنه “حصول المرضى على أدوية تناسب حالاتهم المرضية (الوقائية والعلاجية) وبجرعات تفي باحتياجاتهم الفردية ولمدة زمنية كافية وبأدنى تكلفة لهم ولمجتمعاتهم”. وتكمن أهمية الاستخدام الرشيد للدواء في كون الدواء الوسيلة الأكثر أهمية في المنظومة الصحية لعلاج المرضى ووقايتهم، كما أنه مكلف مادياً ويتم التعامل معه بحرص شديد ويتطلب دقة شديدة في اتباع التعليمات والإرشادات والتحذيرات الخاصة باستعماله.
إذاً؛ الاستخدام الرشيد هو استخدام الدواء المناسب في الوقت المناسب للمريض المناسب وبالجرعة المناسبة
تعزيز السلوك الإيجابي للاستخدام الأمثل والآمن للدواء
الاستخدام غير الرشيد للدواء مشكلة عالمية ولا تقتصر على واصف وصارف الدواء بل تشمل المستهلك. وتشير الدراسات والبحوث إلى أن حوالي 50 % من الأدوية المتداولة تهدر وأن حوالي 50% من المرضى لا يستخدمون الأدوية بصورة صحيحة. كما أن مئات من المرضى لم يكونوا ليضطروا إلى ارتياد الطوارئ أو حتى التنويم في المستشفيات لولا أنهم تناولوا أدوية خاطئة أو بطريقة خاطئة. إن هذا الأمر يتطلب توفير معلومات صحيحة ومحايدة وهادفة. وفي الغالب لا تتوفر لكافة أفراد المجتمع المعلومات التثقيفية والتوعوية حول مشاكل استخدام الدواء وترشيده، إضافة إلى أن المعلومات القليلة المتوفرة قد لا تكون بلغة بسيطة يسهل فهمها أو تطبيقها بصورة صحيحة من قبل المرضى والمجتمع.
ويعتبر الدواء مرضا بحد ذاته يؤدي إلى الوفاة -لا سمح الله- في حال عدم الالتزام وبدقة عالية في استخدامه.
من نتائج الاستخدام غير الرشيد للدواء:
أخطار صحية
ويتمثل ذلك في انخفاض الكفاءة في المعالجة وينتج عنها زيادة انتشار المرض والوفيات وكذلك زيادة المخاطر الصحية كحدوث أعراض جانبية سمية والمقاومة الميكروبية والتحمل والتعود والإدمان.
آثار نفسية واجتماعية
• اعتقاد المريض بأن لكل دواء حبة وبالتالي زيادة طلب المريض للدواء.
• مصاريف غير ضرورية.
• فقدان الموارد المالية للفرد والمجتمع والتي قد تؤدي إلى نقص في توفير الأدوية.
إن إساءة استعمال الدواء من قبل المجتمع لن تكون ممكنة عندما يصبح الناس أنفسهم أكثر دراية بالاستخدام الرشيد والأمثل للدواء، ويكون لديهم إدراك عال لمخاطر سوء استخدام الأدوية. لذا فإن التثقيف الصحي عنصر هام لتوصيل الحقائق الصحية وإحداث التغيير المطلوب في المعرفة والسلوك والممارسات لتعزيز الاستخدام الأمثل والآمن للدواء.
استخدامات الدواء
يستخدم الدواء لتشخيص وعلاج المرض وكذلك الوقاية منه وتنظيم الحمل. ويشبه الدواء سلاحاً ذو حدين لأنه مفيد ومنقذ للحياة إذا استخدم بشكل صحيح ولكنه قد لا يفيد بل يسبب أضراراً ويعرض للخطر وقد يؤدي إلى الوفاة إذا استخدم دون حاجة إليه أو أسيء استخدامه.
والدواء سلعة ولكن ليس كغيره من السلع فهو ليس مادة غذائية أو سلعة تجارية حيث يخضع لضوابط عديدة منها:
• يتم توفيره على أساس ضوابط صارمة.
• يتم توفيره من مصادر مجازة وخاضعة للتفتيش والرقابة.
• لا يوصف ولا يصرف إلا من قبل الصحي المهني المخول بذلك.
• يتم صرفه من مؤسسات صحية مصرح لها وخاضعة للرقابة.
• لا يروج له مثل بقية السلع التجارية.
وقد لا يستفيد المريضمن الدواء وقد يكون الدواء مصدر خطر إذا:
• استعمل بدون وصفة طبية.
• أخذ بجرعات غير التي حددها الصحي المهني المختص.
• تم حفظه بطريقة خاطئة.
• ترك في متناول أيدي الأطفال.
• استخدم بعد انتهاء فترة صلاحيته.
.• استعمل في غير المواعيد والفترة المحددة.
• أخذ معه أدوية أخرى أو أعشاب طبية دون علم الطبيب أو الصيدلي
اختيار الأدوية
يعتبر اختيار الأدوية من الأمور الهامة ولا يقتصر الاختيار على الدواء بل يشمل التركيز (والقوة) والشكل الصيدلاني ويتم على أساس المستوى الصحي والأمراض المنتشرة السائدة ويؤدى من قبل لجنة متخصصة من أطباء وصيادلة وصحيين ومهنيين آخرين.
ويعتمد الاختيار على فعالية الدواء وجودته وسلامته وملاءمة شكله الصيدلاني وسعره المناسب ويختار الدواء من المصادر المعروفة والموثوق بها وفي حالات معينة تمنح الأولوية للأدوية المصنعة محليا.
وهناك كثير من الأدوية التي يتم إساءة استخدامها سنتناولها في المقال القادم.
يتبع…
عذراً التعليقات مغلقة