عائشة صبري – حرية برس:
دفعت الحاجة الملّحة لمساعدة المحتاجين في محافظة إدلب، وكثرة الحالات الإنسانيّة بسبب الحرب المستمرّة، عدداً من الشباب المتطوّع لإنشاء منتدى تحت اسم ’’أسعى الإنساني‘‘ ليُساهم في تلبيّة الاحتياجات الإنسانيّة في المنطقة.
ويقول المنسق العام لمنتدى ’’أسعى الإنساني‘‘ المهندس ’’مالك الحاج علي‘‘ لحرية برس: ’’إنّ المنتدى أُنشئ قبل نحو عامين، ويجمع عبر غرفة تواصل اجتماعي في برنامج “واتسآب” عدداً من رؤساء المنظّمات والعاملين في المجال الإنساني مع عدد من الإعلاميين، وبدأ العمل بطرح الحالات الإنسانيّة التي تحتاج لعلاج، بالإضافة إلى الاستفسار عن بعض الأدوية والأجهزة الطبيّة، وتم إدخال أطباء متطوّعين ليساهموا بعلاج الحالات الطبيّة مجاناً‘‘.
وأوضح “الحاج علي” وهو صاحب فكرة المنتدى كوّنه يعمل في المجال الإنساني مع المنظّمات، ’’أنّ هدف المنتدى هو خلق صلة وصل بين الحالات الإنسانيّة ورؤساء المنظّمات والأطباء والداعمين”، مضيفاً أنّ العمل فيه يتزايد ويتوسّع ويضم حالياً أكثر من 230 عضواً، وهناك رغبة بالانضمام إليه لمساعدة أكبر عدد ممكن‘‘.
ولفت الحاج علي إلى أنه ’’تعرض يومياً نحو سبع حالات منها من يُعالج فوراً من قبل الداعمين، وبعض الحالات بحاجة لتوثيق وأرشفة، لذلك نطمح أن يكون عملنا مؤسساتي، وصلة وصل بين الداخل والخارج، ولذلك نحن بحاجة لموظفين من إعلاميين وموثقين يعملون في الداخل مما يتطلّب جهة داعمة لهذا الفريق‘‘.
وأشار المنسق العام للمنتدى إلى أنّ المنتدى ساهم مؤخراً بتشغيل صيدلية خيرية تقدّم دواءً نوعياً ومجانياً إلى الأهالي في ريف إدلب، بعد توقفها بسبب انقطاع الدعم.
من جانبه، قال السيد ’’أحمد المصطفى‘‘ صاحب الصيدلية الخيرية لحرية برس، ’’إنّ عمل الصيدلية بدأ منذ ست سنوات وتنقل مكانها في قرى إدلب، لكنّها وصلت إلى درجة الانهيار، وبالتزامن مع عملي فيها، كنت سابقًا أدير مكتبًا طبيًّا لمنظمة (İHH) التركية،، حيث توسّعت علاقاتي على كافة الجهات وأحضرت أدوية نوعية للصيدلية على مستوى الشمال السوري‘‘.
وبيّن ’’المصطفى‘‘ أنّ توقف الدعم من قبل الـ(İHH) قبل نحو ستة أشهر أدى إلى إيقاف العمل بشكل مؤقت والاستمرار بشكل تطوعي، مشيرًا إلى أنّها تقدّم الدواء لمعظم النقاط الطبيّة في المنطقة وتتميز بآلية العمل المنظّم.
وأضاف ’’المصطفى‘‘ أنّه وجّه مناشدة عبر منتدى “أسعى الإنساني” وتمّت الاستجابة ورغم أنّها جزئية لكنّها تمنع إيقاف عمل الصيدلية بشكل نهائي، حيث تعتبر الصيدلية مستقلّة وتخدم شريحة كبيرة من الأهالي.
وذكر “الحاج علي” حول أبرز الحالات الإسعافية التي ساهم المنتدى بإدخالها إلى تركيا، خلال اليومين الماضيين، أنّ المنتدى تمكّن بمساعدة الـ (İHH)، من إحضار الطفل ’’يزن حسين‘‘ (4 أعوام)، المصاب بمرض الفقاع الذي يؤدي إلى تبثر الجلد، من مدينة إدلب برفقة عائلته، إلى مدينة كليس التركية، للإشراف على علاجه، بالإضافة إلى قبول دخول أربعة فتيات من ذوي الاحتياجات الخاصّة مع والدتهم إلى تركيا لتلقي العلاج، وهي زوجة معتقل نازحة من جنوب حلب إلى غربها.
وسبق أن تم نقل الطفل “معتصم بالله عبد ربه” ذو العامين المصاب في رأسه إلى تركيا بعد مناشدات والده المهجّر من الغوطة الشرقية.
عذراً التعليقات مغلقة