فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس:
في معرضٍ يجمع ما بين الفرح والحزن للشهداء الصحفيين الفلسطينيين الذين ارتقوا أثناء نقلهم للحقيقة المرة لشعبهم من داخل ميدان المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي خلال الحروب الثلاثة عام 2008 و2012 و2014م، ناهيك عن مسيرات العودة على طول السياج الحدودي الفاصل مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م.
وتقول الطالبة ’’أية مشتهى‘‘ أحد المبادرات بالمعرض لحرية برس، ’’نحن كفريق مكون من أربعة طالبات قمنا بعمل هذا المعرض كمشروع تخرج لنا من كلية العلوم التطبيقية، وعرض هذا المشروع والمبادرة داخل مؤسسة بيت الصحافة وسط مدينة غزة، من خلال جمع مقتنيات وأدوات وأغراض الشهداء الصحفيين الشخصية، الذين ارتقوا خلال الحروب الثلاثة الأخيرة، إضافة إلى مسيرات العودة على حدود قطاع غزة الذي انطلقت في الثلاثين من شهر مارس/أذار الماضي في ذكرى يوم الأرض.
وبيّنت ’’مشتهى‘‘ أن الهدف من إقامة المعرض هو توجيه رسالة إلى العالم بأسره وإلى الاحتلال الإسرائيلي، بأن الصحفيين لا يستطيعون الهرب من تأدية واجباتهم في نقل الحقيقة والصورة والقلم، مضيفةً أن ’’العمل الصحفي سيستمر رغم كل التضحيات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي وجنوده في ثني الصحفيين عن نقل الحقيقة ورسالة شعبهم الذي يريد أن يعيش بحرية وكرامة وإرجاع أرضه التي سلبت منه بقوة السلاح في ظل الصمت العربي والدولي عن ذلك كله تجاههم‘‘.
من جانبه، قال والد الشهيد المصور الصحفي ’’رامي ريان‘‘ الذي ارتقيّ خلال الحرب الأخيرة عام 2014 على قطاع غزة لحرية برس، ’’إن العين تدمع على فراق ابني الوحيد لي والذي كان يعيل أطفاله الأربعة والأسرة، مبيناً أن الاحتلال الإسرائيلي لا يفرق بين صحفي أو طبيب أو طفل أو إمرة فالكل مستهدف وهذا هو صراعنا معه منذ عام 1948 بارتكاب المجازر البشعة بحق شعبنا في كل مكان دون رحمة في ظل الصمت الدولي والعربي على ذلك‘‘، يذكر ’’رامي‘‘ استشهد في قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي بشكل عشوائي تجاه المواطنين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وناشد والد الشهيد ’’ريان‘‘ بحزن وحسرة، الجهات المعنية والمؤسسات التي ترعى الأيتام وكل من له رحمة، قائلاً: ’’أنني رجل كبير في السن لا أستطيع على العمل والشهيد له أربعة أطفال أيتام فقدوا أباهم ومنذ أربعة سنوات وأنا أناشد كل ضمير حي ولكن لا أحد يستجيب‘‘.
من جهته، قال الصحفي المصور ’’أسعد البيوتي‘‘، خلال مشاركته في معرض صور للشهداء نقل الحقيقة وسط مدينة غزة، إن ’’المعرض يجمع ما بين الفرحة والحزن، فالفرح على أنهم ارتقوا شهداء في سبيل نقل رسالتهم وهم يعملون في الميدان بكل أدواتهم، والحزن على فقدانهم وفراقهم‘‘، مؤكداً ’’إننا كصحفيين مستمرون في نقل الحقيقة مهما كلفنا الثمن في ذلك كله وسنبقى جنوداً للحقيقة من الميدان‘‘.
وأردف ’’البيوتي‘‘ في قوله: ’’رسالتنا كصحفيين أن هؤلاء الشهداء الصحفيين غادرونا بأجسادهم، لكن ما تزال أقلامهم وصورهم وكلماتهم وكل أدواتهم تشهد لهم ومحفوظةً في داخلنا، ناهيك عن شهاداتهم التي حصلوا عليها أثناء ممارستهم العمل الصحفي في سبيل أن تحيى الحقيقة‘‘.
يُشار إلى أنه منذ مطلع العام الجاري، ارتقى الشهيدين الصحفيين ’’ياسر مرتجى‘‘ و’’أحمد أبو حسين‘‘ خلال تغطيتهم لمسيرات العودة على حدود غزة، فيما أصيب العشرات من الصحفيين بالغاز المسيل للدموع وبالرصاص الحيّ المباشر تجاههم منذ إنطلاق مسيرات العودة في الثلاثين من شهر أذار الماضي.
ولا يزال الصحفييون الفلسطينيون يتعرضون لاعتداءات صارخة وضربات موجعة للحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية حسب ما أروده مركز غزة للحرية الإعلام عن وجود 266 إنتهاك بحق الصحفيين في الضفة الغربية وقطاع غزة من مطلع العام الجاري.
عذراً التعليقات مغلقة