فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس:
توجهُ صباح اليوم السبت، 76811 طالباً إلى قاعات إمتحانات الثانوية العامة لعام 2018م، في قطاع غزة والضفة الغربية، إلا أن الشهيد ’’مهند أبو طاحون‘‘ و’’بلا الأشرم‘‘ و’’إبراهيم الزرقا‘‘ لن يذهبوا إلى مقاعدهم الدراسية، بعد أن ارتقوا برصاص جيش الإحتلال الإسرائيلي خلال مشاركتهم بمواجهات مسيرات العودة على طول السياج الحدودي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م.
وينحدر الشهيد الطالب ’’مهند أبو طاحون‘‘ (18 عاماً)، من عائلة أصلها من قرية زرنوقة المهجرة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، فيما لم تمنعه دراسته وإجتهادهِ إلا أن يشارك في مسيرة المليونية العودة عند الحدود الشرقية لمخيم البريج وسط قطاع غزة، من أجل المطالبة بحقهِ بعودته الى مدينته، كما فعل آلاف المواطنين الذين إنطلقوا نحو الحدود منذ 30 مارس/أذار الماضي على حدود غزة.
وعلى الرغم من أنه كان يستعد بإصرار على تقديم امتحانات الثانوية العامة ’’منازل‘‘، إلا أن ذلك لم يثنه عن واجبه الوطني والمشاركة بالتظاهرات السلمية التي تطالب بحقها في العودة وكسر الحصار عن غزة، الى أن باغتته رصاصة حاقدة من قبل قناص صهيوني، ليرتقي بعدها شهيداً دون تحقيق حلمهِ الذي كان يسعى دائماً بالحصول على شهادة الثانوية العامة ولينال الشهادة عند ربه في الجنة مع الصديقين والشهداء في الفردوس الأعلى.
ويسكن الشهيد الطالب بلال الأشرم من موليد (17 عاماً)، في مخيم النصيرات، والذي كان يعد العدة لاجتياز امتحانات الثانوية العامة ليحقق حلمه بدخول كلية الطب والدراسة في أحد الجامعات الأوروبية، إلا أن رصاصة جيش الإحتلال الإسرائيلي وقفت عائقاً أمام ذلك، ليرتقي إلى الله شهيداً، خلال المواجهات عند السياج الفاصل الشرقي مع قطاع غزة، يوم الاثنين 14/مايو أثناء مشاركته في مليونية العودة.
كما يعد دليلاً واضحاً على بشاعة جرائم الإحتلال بحق أطفال وطلبة فلسطين، فبدون أي سبب يقتل هؤلاء الشباب ليس لشيء اقترفوه سوى أنهم يشاركون في مسيرات سلمية تطالب بحق العودة وكسر الحصار على قطاع غزة المفروض منذ أكثر من عشر سنوات من الأن.
فيما ينحدر الشهيد ’’إبراهيم الزرقا‘‘ (17عاماً)، من حي التفاح شرق مدينة غزة، حيث كان منذ صغره محباً للعلم والتعليم جعله يلتحق بالفرع العلمي من أجل أن يحقق حلمه بدخول كلية الطب ليخدم شعبه ووطنه، ليتوقف طموحه قبل أيام قليلة من إنعقاد إمتحانات شهادة الثانوية العامة ويرتقي إلى ربه شهيداً خلال مواجهات مسيرات العودة على الحدود الشرقية لمدينة غزة الأسبوع الماضي.
وتبقى هذه الحكايات المؤلمة تعكس الواقع الفلسطيني المليء بقصص والوجع، رغم أن الإنسانية خطت خطوات هائلة لصالح الأطفال والشباب، وحققت الكثير من الإنجازات في مجالات مختلفة ومتعدد، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال ينتهك حقوق الأطفال الفلسطينيين وغيرهم وعلى رأسها حقهم في الحياة والعيش بكرامة.
يشار إلى أن الحصيلة الأولية حسب ما أوردته وزارة الصحة بغزة، لشهداء مسيرات العودة وصل إلى 116 شهيداً وأكثر 13300 إصابة بجراح مختلفة و330 إصابة بحالة الخطر الشديد خلال مواجهات مسيرات العودة التي إنطلقت في الثلاثين من شهر مارس/أذار الماضي حتى على طول السياج الحدودي الفاصل لقطاع غزة.
عذراً التعليقات مغلقة