تزوج الأمير البريطاني هاري الممثلة الأمريكية ميجان ماركل يوم السبت في حفل مبهر مزج بين التقاليد الإنجليزية الراسخة والثقافة الأمريكية الأفريقية ليغمر العائلة المالكة البريطانية التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام بأجواء من الحداثة.
جرت مراسم الزفاف في كنيسة سان جورج بقلعة وندسور التي عاش فيها 39 ملكا وملكة لبريطانيا منذ عام 1066 وحضرها أفراد من العائلة المالكة وشخصيات من المشاهير وتابعها الملايين في العالم عبر شاشات التلفزيون.
ولم تشهد العائلة المالكة في بريطانيا زواجا بهذا الشكل من قبل فالأمير هاري (33 عاما) هو السادس في ولاية العرش وعروسه ميجان تبلغ من العمر 36 عاما أي تكبره بثلاثة أعوام وهي مطلقة ووالدتها أمريكية من أصل أفريقي ووالدها أبيض.
وقالت بريطانية سوداء تدعى ايفون إيمانويل (40 عاما) ”نستطيع كسر الحواجز..يمكن تحقيق ذلك“. وكانت إيمانويل ضمن الحشد الذي تجمع في شوارع وندسور لرؤية العروسين وبلغ نحو 100 ألف شخص.
وكانت مراسم الزواج مماثلة لحفلات الزفاف الملكية في الكثير من الأوجه. فلقد أشرف عليها كاهن وندسور في حين أعلن جاستن ويلبي كبير أساقفة كانتربري الأمير وعروسه زوجا وزوجة.
وسيصبح العروسان دوق ودوقة ساسكس لينضمان بذلك إلى كبار أفراد العائلة المالكة البريطانية.
وحضر مراسم الزفاف الملكة اليزابيث وكبار أفراد العائلة المالكة ومشاهير من بينهم الإعلامية الأمريكية أوبرا وينفري والنجم الأمريكي جورج كلوني ولاعب كرة القدم السابق الشهير ديفيد بيكام والممثل البريطاني جيمس كوردون ولاعبة التنس سيرينا وليامز وأشقاء الأميرة الراحلة ديانا والدة هاري والمغني إلتون جون الذي غنى في جنازة ديانا عام 1997 والممثل البريطاني إدريس إلبا وحبيبتان سابقتان للأمير هاري.
وإلى جانب التقاليد، اتسم الحفل بمظاهر عصرية وفقا لمعايير الملكية البريطانية. إذ لم تتعهد ميجان (36 عاما) بطاعة زوجها كما أن هاري الذي يصغرها بثلاثة أعوام سيرتدي خاتم زواج بخلاف غيره من كبار رجال العائلة المالكة.
رمز أم لا جدوى منه؟
وبالنسبة لبعض البريطانيين يمثل زواج أحد كبار أفراد العائلة المالكة من مطلقة أمها أمريكية من أصل أفريقي ووالدها أبيض تجسيدا لبريطانيا عصرية لا يعتبر العرق أو الخلفية عائقا فيها حتى بالنسبة لأكبر المؤسسات التقليدية.
ويرى آخرون أنه لا جدوى من الزفاف أو أنه يصرف الانتباه عن الانقسام الذي يثيره خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن معظم البريطانيين لن يهتموا بمشاهدة الحفل.
لكن في وندسور التي تقع على بعد 20 كيلومترا غربي لندن اصطف عشرات الآلاف في مسار يؤدي إلى القلعة ولوحوا بالأعلام البريطانية.
وأغلق موظفو المراقبة الجوية في مطار هيثرو القريب، أحد أكثر مطارات العالم ازدحاما، المجال الجوي فوق قلعة وندسور لمدة 15 دقيقة قبل بدء مراسم الزفاف.
وفي ظل سماء صافية وجو مشمس عزفت فرقة عسكرية للترفيه عن المهنئين الذين احتشدوا وراء حواجز. ونظمت الشرطة دوريات في الشوارع وراقبت المشهد من فوق الأسطح.
وقال كيني مكينلاي (60 عاما) الذي جاء خصيصا من اسكتلندا إلى وندسور ”هذه لحظة يمكننا جميعا أن نحتفي فيها بإحياء العائلة المالكة.
”إنها لحظة تتوحد فيها الأمة كلها بدلا من أن تنقسم. إنه يوم يمكنك أن تشعر بالفخر لكونك بريطانيا“.
عذراً التعليقات مغلقة