بدأت الحركة السياسية للدول العظمى تتنامى وتظهر بشكل واضح بما يتعلق بالملف السوري، ويبدو أن مرحلة المساومات قد بدأت!
كان لاستخدام الكيماوي في دوما الدور الأكبر لعودة الحركة الدبلوماسية في أروقة الأمم المتحدة وسفارات العالم وقصور الرؤساء، والواضح أكثر بأن مجزرة الكيماوي وما نتج عنها كان مدخلاً لتدخلات العالم وبياناتهم التي لا يمكن إلا أن تشير لمدى العهر السياسي لقادة تلك الدول، فمن المؤكد بأن نظام الأسد لم يستخدم الكيماوي إلا بضوء أخضر من سادته الذين هم أنفسهم من أبدوا غضبهم على مجزرة الكيماوي.
وما لا يمكن إخفاؤه هو الضربة الخجولة للنظام من التحالف (الأمريكي – البريطاني – الفرنسي) حيث استخدمت هذه الضربة لتكون ضربة سياسية أكثر منها عسكرية وذلك لتبدأ المساومات على سوريا. وما حصل من اجتماعات في مزرعة نائية في السويد ما هو إلا تأكيد للنظرية التي ترجح إمكانية تخلي الروس عن حليفهم بشار مقابل تحقيق مصالحهم. وما يتم من تقديمه من عروض مغرية للروس من الحليفين الأوروبي – الأمريكي تجعله يفكر ملياً، كما أنه بدأ بمراجعة حساباته في العروض الثلاثة التي قدمت له مقابل التخلي عن بشار الأسد.
فالعرض الأول يعطيه شرعية البقاء في سوريا معترفاً به دولياً كما أن العرض الثاني يمكن أن ينعش روسيا اقتصادياً حينما يتم إعطاؤها دعماً مالياً من الدول الأوروبية، والعرض الثالث الذي يعد الأهم وهو فرصة لا يمكن أن يفوتها الروس حينما يتم اعتبار روسيا دولة عظمى لا يمكن حل أي مشكلة عالمياً دون الرجوع لها.
كل هذه العروض كانت سبباً في الوصول لقناعة روسية بأنه لا بديل عن الحل السياسي كما أن الدول التي ساومت روسيا لها مصالح ستحققها بذلك، فمتى ستنضج هذه الطبخة؟ وهل سنرى في المنظور القريب تخلياً روسياً عن رأس النظام وخلق نظام جديد، وهكذا تكون روسيا قد حققت أهدافها في سوريا؟
ما لم يتم الاعلان عنه هو الدور الإيراني قي المنطقة، فالقائد الأكبر لهذه القوى جميعاً وهي اسرائيل هل سترضى بوجود إيران في الملف السوري والتواجد الإيراني على الأرض السورية؟ هل هو مقبول لديها؟ بحسب ما شاهدناه مؤخراً ربما يكون الحدث الأبرز في الاجتماعات والحديث الاهم في أروقة الاجتماعات السرية حيث لم ولن توافق اسرائيل بأي دور إيراني في المنطقة ويمكن لاسرائيل أن تعطي أوامرها لكل هذه الدول لحلّ هذه القضية.
عذراً التعليقات مغلقة