المقطوع من 35 شجرة
شعر: صلاح ابراهيم الحسن
لا أُريدُ الرَّحيل
أَخافُ ألّا أعُودَ
أَنَا سَهمُ الكُسَعَيِّ الأَخِيرُ
وهذِهِ البِلادُ نشَّابَتي
…
مثلُ نونِ النسوَةِ
أَحْتضِنُ جمرةَ الحَنين
أَنَا القليلُ مثلك يا مطَرَ آذارَ
…
لا قبرَ للوَرْدَة
ولا صورةً عائليّة
أكونُ فيها أطولَ من أمِّيَ في عِيدِهَا
…
ما الذي يَجْعَلُنِي أسْتَعيدُ الأُغْنياتِ التي قَتَلَتْ قَلْبِي
وأَرْدَتْهُ بالحُزْنِ والحَنينِ
ما أجمَلَكَ يا قمرَ نيسانَ
وما أقْسَى الأُغنيَات
…
أيّتُهَا البِلادُ
التِي حلّتْ علَى القَصيدةِ مثلَ لعنةِ أبديّة
أيُّتها البلاد التي قَتَلتْ أبْناءَهَا وقذفتْهُم في اليمّ
البلادُ التي تأكلُ أبناءَها
شجرةً شجرة
وقصيدةً قصيدة
وضحكةً عَابرة للحزنِ
أيَّتُها البلادُ الضالّةُ الكَافِرة
…
أكرهُكِ يا أيتها البلادُ
التي تتعلَّقُ بأمِّ الغَيثِ
وأوراقِ اليانصيبِ
وحبالِ المشانقِ
وتعدُّ السنينَ سبعاً وسبعاً
البلادُ التي تنامُ في الطِّينِ
وتستيقظُ في السّماءِ
البلادُ التي تعيشُ كأنَّهَا لنْ تَمُوتَ
وتموتُ فجأةً
مثل زهرةٍ في المَهَبِّ
أو فراشةٍ في موقِد
البلادُ التي تسكنُ القصائدَ
والمصاحفَ
وأحاديثَ الجدَّاتِ
وأغَاني المُتعبينَ
ويا ليلُ ياعينُ
البلادُ التي نكرهُها بقدرِ ما نحبُّها
وحبُّها يذْبَحُنا كلَّ يومٍ
من الفُراتِ إلى النّيل
عذراً التعليقات مغلقة